
✓ قراءة عاشقة في نص الشاعرة سلوى قريش :
عندما يفيض القلب،ويمتلىء بالمواجع ، ولا يجد الإنسان أي مسلك يسلكه في واقعه،يستعين بقلمه ليطفىء نار الحرقة التي تسكن دواخله،فبحبر القلم تداوى الجراح وإلا ستنفجر النفس بما يقلب الموازن فتثور الثائرة بغضب شديدلن يوقفه أي شيء..فالشاعرة سلوى قريش لم تتماسك نفسها ولم تستطيع تحمل الواقعة بقدر ما هاجت لتكتب ما يجري في مكامن نفسها بأسلوب يتماشى وطبيعة الحدث،نعم حدث مؤلم ولا من يتحسس العواقب ،لهذا نجد الشاعرة صرخت بصرخة قوية تحاول وصف نزوح جماعي لمن تخلى عنهم الوطن بشكل يثير الدهشة..فالمنظر المؤلم دفع بالشاعرة رسم لوحة حزينة برمزية عميقة الأبعاد والمعنى ،لقد سخرت القلم الممتع والأنيق بكلمات دفينة المعنى موظفة أسلوبا ملفوفا بالشجن الصامت الذي زاد الصور الشعرية متعة ،والمتعمق في النص الشعري النثري قد يكتشف مايكتشف من قراءات متعددة الوجوه ولو أن المعنى الحقيقي مكشوف من خلال القراءة الأولى ، وهذا يعود للنضج الفكري والثقافي بشكل دقيق ومتقون ،بحيث نجد الشاعرة سلوى قريش تحمل تجربة شعرية ناضجة ،فهي قادرة على تدبير إيقاع النص الشعري بما يشد المتلقي للانخراط في القراءة بتأن وتبصرمع الوقوف على مضامن وتركيبة الإبداع الجميل ..فتحية لها من هذا المنبر الأزرق الذي أضحى فضاء لا مفر منه ، لكونه منبرا قريباً من الإنسان العاشق للحرف الوارف المثلج للصدور والممتع بكل المقاييس الفنية..

النص المقروء..
✓ بضع ثوان
إلى أين أنتم راحلون … ؟
هل حقا دون عودة أنتم ذاهبون … ؟؟؟
لا أرى أقداما من حولي …
فلِمن أصوات الركض التي تتعالى بداخلي … ؟؟؟
بالله عليكم خبروني …
و توقفوا من فضلكم … !!!
فأنا لم أنته بعد من خياطة الأكفان …
أختلس السمع دون جدوى …
لمعرفة الأعداد و تحديد الأسماء …
أجس نبض قلوب الثكالى على تحمل الآلام من كل الألوان …
مالي أراكم حيارى … ؟؟؟
كفوا عن التحديق بي …
و تبرؤوا من ملامح الإستغراب …
سعيدة و أنا أقيس فستاني ليوم الزفاف …
أستعد بدوري للرحيل …
مليئة مثلهم بالأماني … !!!
فإياكم أن تخذلوني …
و أمهلوني فقط بضع ثوان …
ينتابني شيء كالحنين … !!!
لست أدري ربما مقارنة غبية …
أو استحضار عابر بلا معنى و لا مضمون …
لبياض يشبه كثيرا سطوع يوم مر بحياتي …
لِم تستعجلوني … ؟؟؟
لم أحصي بعد كم يوجد من جثمان …
لأعد الأكفان …
خبروني بالمآل و سأعانقكم في الحال …
سنحتفل هناك معا فوق أمواج الأعالي …
فهل ستأخذون مثلي ثوبا يشبه ثوب فستان العرسان … ؟؟؟
الشاعرة ذ . سلوى قريش
Share this content: