
أسدل أول أمس الستار على فعاليات المنتدى الوطني للمدرس تحت شعار “المدرس محرك تحول التربية والتعليم في نسخته الأولى ،والذي يروم تعزيز دور المدرس باعتباره فاعلا أساسيا في التحول التربوي ،وتحفيز تبادل أجود الممارسات من أجل تعليم ذي جودة عالية .
ما يمكنني قوله ،كوني أمضيت ثمان وثلاثين سنة بين التدريس والتأطير والبحث التربوي وتفعيل الأنشطة الموازية من جهة ،ومن جهة أخرى كإحدى المشاركات والمشاركين في هذا المنتدى ،والذي امتد ليومين :26و27 شتنبر 2024, أننا كنا محوره وحظينا بكل ما نستحقه من تقدير واحترام من طرف الجميع ،ضمن برنامج غني ومتنوع ومحتوى عالي الجودة ومداخلات خبراء من داخل الوطن وخارجه حول أربعة محاور رئيسية
*التكوين في مجال التدريس .
*التفتح في العمل.
*تبني ممارسات فعالة في القسم .
*كيف نفهم تلامذتنا .؟
وتخلل كل محور العديد من المواضيع على شكل محاضرات رئيسية، وموائد مستديرة وورشات تفاعلية وغيرها..وكلها كانت في خدمة المدرس والمتعلم والمدرسة العمومي .
كان المنتدى ينبض بالحياة ،بالعلم والمعرفة والفنون وغيرها .غرفنا من كل البحور ولم نكتف .عرف حركة منقطعة النظير من مداخلات وتفاعل وتقاسم التجارب والخبرات ومناقشات رفيعة المستوى ،عبر الأساتذة والاستاذات عن كعبهم العالي و على أنهم فعلا محط تقدير واحترام وأنهم محرك تحول التربية والتعليم فعلا ،والقاطرة ،بل العمود الفقري للتنمية محليا وجهويا ووطنيا .
كما ساهم المنتدى في التقاء أساتذة الشرق بمن هم قادمون من الغرب واساتذة الشمال بمن أتوا من الجنوب ،بل كان له الفضل في التقاء الأساتذة من نفس الدفعة والذين لم يروا بعضهم البعض منذ ست عشرة سنة .
للأسف هذا المنتدى عرف عدة انتقادات ووجهات نظر قبل بدايته ،سواء بالنسبة للمشاركات والمشاركين والذين وصفوا بأنهم موالين او هم من طرف “باك صاحبي “
وعن المنتدى ،أنه هدر للمال ،وليس هذا هو المنشود بالإصلاح .
كما تم انتقاد الفنان حسن الفذ على انه ليس الشخص المناسب لتمثيل الأساتذة وتقاضى 20مليونا مقابل شهادته .مع انه لم يات ليمثل الأساتذة بل فقط ليقدم اعترافات وامتنانا بمن علموه ووجهوه وكانوا القدوة في تغيير مساره.وهذا الأمر لن يفهمه الا من خبره ،فعلا نحن القدوة ونحن نترك الأثر الطيب في متعلمينا وطالما انقدنا العديد منهم واكتشفنا فيهم أشياء لم يكتشفها فيهم أولياء أمورهم ونحن فعلا محط إبهار لأننا نحن صانعو الفكر وصانعو الانسان ونحمد الله على ذلك ونسعد كثيرا عندما يذكروننا تلاميذتنا بخير ويذكرون أثرنا الحسن فيهم فنحس بالفخر .وأنا هنا لا أدافع عن حسن الفذ وإنما عن الفكرة التي جاء ليبلغها والشهادة التي عبر من خلالها عن احترام المعلمين والأساتذة وأنهم أصحاب فضل .
ثم إن المشاركين تم انتقاؤهم كونهم شاركوا في المشاورات التي اسفرت عن النموذج التنموي الجديد وعن خارطة الطريق 2022/2026 وبكل عناية وموضوعية .
أما عن المنتدى فكل محتوياته تخدم المدرسين خاصة الجدد لتطوير أدائهم المهني ،خاصة اننا في عصر الثورة الرقمية والتي كان لها نصيب مهم في المنتدى ومن تم سيكون لها الأثر المهم على تنمية كفايات المتعلمين والمتعلمات..
لهذا فلنتفاءل خيرا ولنسع جميعا نحو التجديد التربوي،ولنرفع تلك النظارات السوداء من أعيننا لكي نرى الامور بجلاء ولا ننظر فقط الى الجزء الفارغ من الكأس ولنكن إيجابيين، لأننا نربي نحو الحق و الخير والجمال وليس نحو القبح والشر والخطأ فمصير التربية في جوهره إيجابي .
ولا يفوتني أن ان أنوه بكل المشاركات والمشاركين بجهة بني ملال خنيفرةونشكر مدير الأكاديمية ، السيد مصطفى السليفاني على مشاركته القيمة من خلال العرض الذي قدمه في المنتدى ، والذي عرف تفاعلا ملحوظا وتقديرا من الحضور الوازن ،وكذلك أنوه بمجهودات مديرية خريبكة على المجهودات المبذولة بعناية وتوفير كل الوسائل لإنجاح تلك المحطة.
المتميزة والشكر موصول كذلك للسيد المدير الإقليمي :محمد اجواد والسيدرئيس مصلحة الشؤون التربوية .بوعزة عقيم .وكل الاستاذات والأساتذة والسيدة المفتشة نعيمة بلحاج على تعاونها وكذا الاستاذ خالد مصطفى والسيدات والسادة المديرين على مشاركاتهن ومشاركاتهم القيمة والتي أتارت انتباه الحاضرين بالمنتدى وشرفوا إقليم خريبكة .
نأمل جميعا في غد أفضل، نفكر ونساهم فيه معا ونبتكر فيه معا، دون مؤاخذات.وليثق الجميع في قدرات المغاربة الاكفاء فالمنتدى أبان عنهم من خلال محاضراتهم أنهم الى اي حد هم متمكنون وباعتراف من المتدخلين الاجانب أنفسهم .
.إن المنتدى في نسخته الأولى ،رفعت فيه التوصيات والاقتراحات والتي ستؤخذ بعين الاعتبار .
أنا على يقين أننا يوما ما سنحقق المنشود وسيعاد الاعتبار للمعلم والأساتذة وللمدرسة العمومية،ولنهتم بالتكنولوجيات وباللغات.ولنبادر ونتطوع خدمة للناشىة وإرضاء لضمائرنا و طمعا في رضى الله من أجل هذا الوطن العزيز .

**محبات..
Share this content:
جزيل الشكر لاستاذنا الفاضل ،عبد الرحيم هريوة على التقاسم والتغطية .
وفقنا له جميعا لما في خير لهذا البلد الامين .