
نحن بخير لولا الشريط الأحمر، الفاقع لونُه على شاشات التلفاز، حيث تُختصر الحياة على هاته الأرض في جملة ناقصة… ” خبر عاجل “… كلمتان لا تحتملان التأويل، ولا تقينا هجمة السؤال المر : ” لماذا لسنا بخير ؟ ” هذه العبارة التي غالبا ما تحمل بين طياتها عناء الشرح والتعليل…لم تمنع السماء بأن تطل علينا حبلى ببشارة الغيث، رغم الشتات المتكدس في المدن العتيقة، رغم غصة التنكيل بآدميتنا ورغم الفقد المتكرر …أليس هذا استثناء ؟؟!! هذه الحروب التي نخالها بعيدة، لا وقت لدينا لأن نستشعر وخز طعناتها، لأننا مشغولون بترميم الشعور المزعج بالذنب إزاء فداحتها، جعلتها لا نحيا إلا ونحن ندمن الشجب، والتنديد بما يقع في الضفة الأخرى، داخل رقعة هذا العالم القبيح… مرارة تشحذ سكاكينها في الخفاء، ويد الغدر تتوعد الجميع، وربما يُهال علينا التراب أيضا، و في صدورنا بقايا من هدير الموت البطىء…ولن يسمع العالم أنين أصوات تعترف بأنها أيضا…لم تكن بخير
.نص جميل ؛فيه إبداع خاص، وبمتخيل يكشف للقارئ رؤية الحياة من زوايا حادة على وصفة ما يكتبه الروائي والشاعر بنمحمود في عموده بجريدة الأخبار..صاحب النص الجميل”الحي الخطير”
ع.الرحيم هريوى
Share this content: