
وما كان لقصيدة الشعر من قوة وطاقة
في أن تحمل أوجاعنا كلها
الكبرى منها والصغرى وبدون استثناء
وتكتب عنا ما تحت سقف كل أحلامنا
التي طاردناها كالساحرات
كي نكبر ونعيش متعة الارتواء
وبعد مطاردة طويلة
وجدناها جثة هامدة
باردة
ملفوفة في لون البياض
لم نر وجهها حينذاك
ولم نحضر إلا تشييعها من بعد الرحيل
حملت تلك الأحلام على الأكتاف لمثواها الأخير
وحضر من حضر
في موكب التشييع
من ماتت لهم أحلامهم مثلي
نظرت في وجوههم
كانوا يبكون أحلامهم بقرحة وحزن شديد
وأنا الذي كنت أعرفهم واحدا واحدا
لما كانوا أطفالا صغارا
ولما كنا نلعب ونكبر في باحة الدوار
ولما كنا نجمع لعبنا وأحلامنا
وبالأمس كنا نحن الحزانى أكثر
على لعبنا لما تكسرت
واليوم
نحن الحزانى على أحلامنا التي ماتت
وحضرنا جميعا لتوديعها الوداع الأخير

Share this content: