

الشاعرة المغربية تورية لغريب في قصيدة نثرية، ببوح جميل، عن تلك الزهرة التي لا تذبل..؟؟
01// كلمات في شأن حياة الزهرة في وجودنا
الزهرة في صورتها التي نعشقها ونحب، و حين تزهر في سماء بستانها الجميل الأخضر..وقد تساقطت عليها قطرات من الندى حين تساقطت بقدرمقدر، لكي تغسل وجهها الجميل و يزداد جمالها بدون حد مع أول شروق شمس دافئة،و مع أول يوم ربيعي جميل، ومع أول إرسال لأشعة شمس ذهبية.. وتبدأ تحوم حولها بعض الفراشات المزركشة الزرقاء.. وبصوت تطن النحلات بعشق، لكي تمتص لها ما شاءت لها أن تمتص، من كمية تحتاجها من رحيق كي تصنع لنا جباحا من العسل المصفى، فيه شفاء للأسقام والعلل والأمراض .. وتبقى للزهرة بوجودها الجميل في عالم الطبيعة البشرية و ما يثير ه عنها كل شاعر وكاتب وعاشق رومانسي يحب أن يرى الحياة كي يعيشها بدفء و عناق حميمي في صورة الزهور التي لا تذبل..وما قولة جان بول سارتر بأن الحياة يجب أن تأخذ معنى. لكن في تفاعل إيجابي مع طبيعة نعشقها...
02// قراءة لظلال النص الشعري- المنثور الفنية والأدبية والجمالية
ونحاول أن ننقل عالم تلك الزهرة التي تنام ليلها الطويل،لكنها لا تذبل؛ كي نلبسها من العشق ما يجعلها عصية على الإنحناء والانبطاح برأسها للأسفل..وعبر مراحل من قصيدة جميلة، استطاعت الشاعرة المغربية تورية لغريب بأن تصنع منها عبر عنوان كبير لتلك الزهرة التي تعودت الفتيات في زماننا أن تبحث لها عن مكان غير الأرض وتثبتنها في شعرهن ..!!
- لذلك ظلت الزهرة تجسد الأنوثة في مظهرها وزينتها وجمالها الطبيعي ..
- والزهرة تبقى بقيمتها في صورتها الاستعارية و التي تعبر عنها لغة الشعر ..
وكما وصفت الشاعرة تورية لغريب بزهرة الحب، والتي تقطف عادة من بستان فصل الربيع الخرافي أي حينما تخضر الأرض وتزهر.. لكن الشاعرة تورية لغريب جعلت من الزهرة لغة دفينة تحمل خطاب التحدي في زمن تلاشت فيه قيم الحب التي تحتاج منا الكثير من الطهارة والنقاء والصفاء في معاشرتنا النبيلة.وبخلق أسمى، وليس بقلب بدم فاسد، نعيش حياة الغد. ولا نحن نقتحم عالم الشعر كي ندون جملنا الشعرية بخداع ومكر، ونتسلل بين الظلال الخفية كي ننتسب للقصيدة بغصب. ونحسب على الشعراء،حين نكتب الشعر.. لذلك حاولت أن تنقل القارئ بلمسة فنية عبر تناسق في المعنى من ضمير المتكلم “الأنا العميق والمثالي “وبأوصاف شديدة و ثقيلة في ميزان قاموس اللغة، وبأسلوب التحدي، إلى ساحة الشعر والشعراء.وبخطاب التجريح الرمزي المبين عبر استعارة بلاغية جميلة حين تكتب :
قد نكونُ مُجرَّد ماسِحِي أحذيةِ الحُزن
ويبقى للأحذية وجهها المضيء اللامع أو المغبر،والتي تحمل صورة وجه صاحبها الحزين، الذي يحتاج من الشاعرة أن تقوم بالتفاتة سوريالية لإعادة الروح للحياة الهنيئة المطمئنة بإزاحة كل الأدران والشوائب المتعلقة بكينونتها.وما الطوفان حول معبد الحب إلا طقوس وشعائر من عبادة وثنية لمن لا يؤمن بالتوحيد في دين الهوى..!!وكان لالتقاط الصورة الشعرية عبر رسم فضاء من الواقع يتخذ صبغة العبادة أعطى للنص الشعري قوته في بعده الجمالي الكبير(الحب ذاك المقدس) وهذا يحيلنا كذلك على العمق الفلسفي في التأمل الشعري عبر التفكير الميتافيزيقي و بقاموس من اللاهوت (المعبد- الطواف – المقدس- القلب – دم الفاسد – الإيمان -التوحيد..)
ويمكن للقارئ المتمعن بعمق في بوح الشاعرة تورية لغريب، بأن يعيش فصلين لا ثالث لهما عبر هذا النص المنثور . وذلك عبر محاولتها التدرج من خلال جر الآخر بسهولة للعيش الواقعي مع ما تسعى الشاعرة لإسماعه لنا بداية من القلب والدم الفاسد وصولا للحب..وذاك المقدس؛ الذي يظهر ويختفي في كل شيء..! وبعدها سندخل كي نعايش سريرة الشاعرة تورية لغريب؛ من خلال التلميح بالشعور الحسي الذي انتقته بعناية فائقة جدا، وبرموز و بفنية وتجربة شعرية ممتازة..
لَكنَّنا نُجِيدُ النَّوم
نُجِيدُ الكَلامَ
وَنَبتَسِم
ولعل كلمة نجيد وتكرارها .إذ تعطينا مساحة زمنية في دفء العيش، رغم أن الحب المقدس يظهر ويختفي في كل شيء.. وفي مطاف الحياة نحن نبتسم .أي سوف نعيش مع الشاعرة لحظات وجود من حياة معاشة تستحضرها في قصيدتها عبر تلك الأبواب الخفية التي فتحتها لنا ولها. لكي نتنزه معها في بستان حديقة بيتها الشعري الدافئ،و الذي تنبت فيه زهرة الحب بتواجد التربة النقية والتي عبر أسطورة الشعر ؛فهي لا ولن تذبل وتبقى عصية و مهما تعرضت له من حزن..!
كَكُلِّ الأشياءِ النّاقِصِة
فِي حقيبةِ العُمر
زهرةُ الحُبّ
لا تَنبُتُ إلاّ بِتُربةِ النَّقاء
لا تَعيشُ بِاسمٍ مُستَعار
تَقِفُ عَصِيَّةً
أمامَ سُلطانِ الحُزن
تُدَرّبُنا على الفرحِ
بِلِسانِ القَصِيد
فَننضَمُّ لِقَوافل الشُّعَراء
03//المغزى العميق المفيد من النص الشعري- النثري
ما أثارني بشكل كبير في هذه القصيدة هي ما تحمله من متعة شعرية لدى القارئ.وكذلك الخيالات التي تسبح ولا نراها بالعين المجردة من خلال المعاني والدلالات اللفظية للجمل الشعرية بل أبعد من ذلك هو الضمير الجمعي الذي خاطبت به الشاعرة اللاشعور وهي تحفر بعمق في نفس المكان قد تصل بالقارئ لنهاية فصول رتبتها باثقان .وكان كل ذلك له علاقة بكُلِّ تلكم الأشياءِ النّاقِصِة فِي حقيبةِ العُمر…
04// النص الشعري المنثور المستهدف من القراءة..
نص بعنوان : زهرة لا تذبل
ليسَ بِالقلبِ دَمٌ فاسِدٌ
حِينَ نَكتُبُ الشّعر
ونُحسَبُ على الشُّعراء
قد نكونُ مُجرَّد ماسِحِي أحذيةِ الحُزن
يَطُوفون حولَ مَعبدِ الحُب
ولا يُؤمِنُونَ بِالتَّوحِيدِ في دِينِ الهَوى
الحُبُّ …ذاكَ المُقدَّسُ
يظهرُ ويَختَفِي فِي كُلّ شَيء
لَكنَّنا نُجِيدُ النَّوم
نُجِيدُ الكَلامَ
وَنَبتَسِم
كَكُلِّ الأشياءِ النّاقِصِة
فِي حقيبةِ العُمر
زهرةُ الحُبّ
لا تَنبُتُ إلاّ بِتُربةِ النَّقاء
لا تَعيشُ بِاسمٍ مُستَعار
تَقِفُ عَصِيَّةً
أمامَ سُلطانِ الحُزن
تُدَرّبُنا على الفرحِ
بِلِسانِ القَصِيد
فَننضَمُّ لِقَوافل الشُّعَراء
من مجموعتي الشعرية ” في الشارع المقابل لجرحنا القديم “Touria Laghrib

Share this content: