صورة اليوم  ..إنها رواية يابانية ..ع.الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب.

لكل شخص بيننا مفهومه للقيم.وذلك حسب جغرافية تواجده،ومكان تربيته،وعلاقاته المجتمعية ووسطه الأسري

صورة اليوم  ..

رواية اليوم يابانية ..

لحظات خارقة في عالم قراءة النصوص العالمية التي أعيشها مع الروائي الياباني كيغو هيغاشينو.فقد نحتاج لمسافة زمنية كبرى حتى نحفظ أسماء الشخصيات المركزية بما فيهم الراوي عينه ،لكن هذا لا يهم، المهم عندنا أشياء أخرى نحكم من خلالها في تجولنا عبر أجواء عوالم التناص الذي يحتاج منا للتركيز والصبر…

  • أي حول كيفية إنزال ديمومة الزمان داخل النص ؟!
  • وكيف له بأن يجعل من الحدث الأكبر رأس خيط ناظم لأحداث لاحقة قد تكون أكثر انفجارا؟!
  • وكيف يكتب اليابانيون..وكيف يفكرون… و كيف يتعايشون ويعيشون الحياة ،أي عبر رموز ثقافة هذا الشعب العريق حضاريا ،اجتماعيا فلسفيا علميا ومعرفيا ..!؟
  • وأسئلة أخرى تأتينا عبر التفكير مع الغوص في قراءة هذا النص ومعرفة خباياه وأسراره المدفونة في فصوله ومشاهده ..؟!

  • صورة اليوم  ..

رواية اليوم يابانية بامتياز…

فنجان قهوة الصباح من مطبخ البيت..

لا شيء يوحي لك بالأمل ،في مدينة يسكنها التعب والوهن في جميع مفاصلهاأهو مرض مصطنع أم عدوى أصابتها أم غياب الحمية و البلسم الشافي لأمراض مزمنة تعاني منها منذ عقود خلت..

  • الصنبور يرتجف والجو جاف وحار ..

وقد يعود الماء وتغيب الحياة.. الناس تعبوا وناموا وتركوا الصنابير مفتوحة كي يتفاجأوا بفاتورة آخر الشهر وهي تحمل المزيد من الأعصاب تحت شعار : “خلصنا واشكي “ ولمن تشكي زابورك يا داوود..ا ..السماء فوق رؤوسنا حامية، تحمل على وجهها ملامح الحر المفرطوالسكون يخيم على الدواب والكلاب والقطط التي تتناسل في شوارعها ..وقال فيلسوف المدينة: نحن لسنا في حاضرة بل نحن في مدينة من زمن الأندلس لما كان المسافر يكتري له زاملة”بغلة” تنقله من قرطبة لأستيجة عبر ديمومة زمن يشرك فيه الليل بالنهار و تفوق الرحلة المتعبة ما يزيد عن ثلاثة أيام..وكل الطرق تؤدي إلى روما لما كان لروما شأنها التاريخي والحضاري الكبيرين..

  • قال فيلسوف المدينة يكلم روحه : 

إن الرواية هي روح الأدب الحديث ومن خلالها نعيد كتابة ثقافة الشعوب ،واللعب على ديمومة الزمان والمكان..في زمن انهارت فيه كل القيم الأخلاقية والدينية و تشابكت فيه المصالح الفئوية والنخبوية والسياسية النفعية والمصلحية..تناسلت فيه اللوبيات لتحمي مصالحها ولو على حساب المقهورين والمعذبين الذين اهتم  بهم البرازيلي باولو فريري من أجل محاربة الأمية لديهم بل هناك من النخب من تعيش تحت شعار المزيد من التضبيع والتجهيل والأمية ” إذا جهل الشعب سهل حكمه” لكنه أضاف لنا من الشعر بيتا وهو يقول :”لكل شخص بيننا مفهومه للقيم.وذلك حسب جغرافية تواجده،ومكان تربيته،وعلاقاته المجتمعية ووسطه الأسري

مفهوم القيم معروفة لدى الجميع بحكم أن القيم مبنية على ثوابت راسخة في الذاكرة التاريخية والفكرية والثقافية والاجتماعية بحكم حضور الدين الذي يعتبر بمثابة مدخل من مداخل التربية الأساسية في الحياة لكل مسلم يعيش على طبيعة الدين كعقيدة نشأ عليها المجتمع المغربي منذ أزيد من 13 قرنا بحيث أصبحت من الأساسيات في الواقع الإسلامي ولو أن هناك متغيرات قد حولت الواقع المعيشي للثقافة العربية بشكل كبير وملفت للنظر نظرا للاختلاط الذي عرفه نظام الحياة العامة وخاصة الهجرة التي لعبت دوراً مهما في خلق أنماط من الثقافة الجماعية فلم تبقى التقاليد الاجتماعية مستمرة ولا طبيعة تركيبة العشائر موحدة مما أدت إلى خلق أجواء لا تعكس العقيدة الإسلامية التي اكتسبها الإنسان المغربي من خلال ارتباطه بالدين الإسلامي الذي كان هو السلوك المعتمد في واقع الأمر بين كافة أبناء الوطن المتماسك على القيم والتراث الإسلامي … إن التطورات والاختلاطات وانتشار الثقافة المتنوعة بين الشعوب غيرت النظرة الحقيقية للقيم حتى أصبحت هناك قيم إنسانية عالمية لكن تداخل ألوان التبعيات والسياسات المتحكمة في زمام الأمور خلقت نوعاً جديداً من القيم التي لم تعد محطة موحدة بقدر ما أصبح التشتت الذهني وضعف التفكير من الأسباب في التحولات التي نعيشها زمن الحداثة والعولمة والتفاهة ….فموضوع القيم فقد الطابع الذي تبنته الثقافة الإسلامية ليتحول إلى قيم الفكر المادي الذي غير تربية الناشئة بما يخدم مصالح الامبريالية العالمية … وهذا هو جيل التكنولوجيا الحديثة التي غيرت مجرى الحياة العامة بشكل ملفت للنظر وخاصة في الوقت الراهن والقادم لا يعلمه إلا الله وحده ….

Share this content:

  • Related Posts

    تعجبت من العجب العجاب بالمقهي ..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    ..التفت بجانبي بعدما غادر هذا الزبون المقهى وترك وراءه لغزا  يحتاج منا لكثير من التأمل الوجداني لكي نرسم فيما كان يفكر فيه طيلة جلوسه وهو يحتسي قهوته .. فيما كان يفكر بالضبط..!؟  Share this content:

    Read more

    حين تقرأ الشاعرة صمت الشاعرعبر همسات ليلية..الشاعرة تورية لغريب في ربط الخيال بنبض الإبداع العميق..

    هؤلاء الشعراء الكبار حين يكتبون لنا أشعارهم عن الحياة والوجود والإنسان والطبيعة .. وما في اللاوجودوالممكن والواقعي إلى آخر تلك المفاهيم الميتافيزيقية من النقاء والصفاء. فهم بالفعل يطربوننا عبرخيالهم الشاعري الممتاز بموسيقاهم اللفظية البارعة..مشكلات فلسفية -د-زكريا إبراهيم Touria Laghrib أخبرني والدموع تسبق كلماته، بأنّ الشعر الذي تدفّأ به طويلا قد انطفأ بعد قرار الارتباط، بدا مقتنعا بأنّ الشّعر مرتبط بالحرائق في…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    صورة اليوم  ..إنها رواية يابانية ..ع.الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب.

    صورة اليوم  ..إنها رواية يابانية ..ع.الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب.

    بالاختصار المفيد؛ وعبر القلم المحلي للطيفة لبريز في تجسيدها لروح الكلمة..خريبݣة اليوم – المغرب

    بالاختصار المفيد؛ وعبر القلم المحلي للطيفة لبريز في تجسيدها لروح الكلمة..خريبݣة اليوم – المغرب

    امرأة ..أنا..يا سيدي ..من المجموعة “وكأن الموت لا يكفي”ل رشيدة القدميري-خريبكة اليوم – المغرب

    امرأة ..أنا..يا سيدي ..من المجموعة “وكأن الموت لا يكفي”ل رشيدة القدميري-خريبكة اليوم – المغرب

    ما أنا سوى مرتجِلة النوايا…هكذا تصدح عبر كلمات من معاني شتى الشاعرة سعاد بازي.خريبݣة اليوم – المغرب

    ما أنا سوى مرتجِلة النوايا…هكذا تصدح عبر كلمات من معاني شتى الشاعرة سعاد بازي.خريبݣة اليوم – المغرب

    الأستاذة راضية بركات، ظِلٌّ نسوي ظَلَّ يعمل في صمت من أجل خير هذه المدينة الفوسفاطية وساكنتها..عبد الرحيم هريوى – خريبݣة اليوم – المغرب

    الأستاذة راضية بركات، ظِلٌّ نسوي ظَلَّ يعمل في صمت من أجل خير هذه المدينة الفوسفاطية وساكنتها..عبد الرحيم هريوى – خريبݣة اليوم – المغرب

    وحدها نزوة العزلة تكسر أطراف السكون لدى الشاعر المغربي أحمد نفاع في نصه الجديد..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    وحدها نزوة العزلة تكسر أطراف السكون لدى الشاعر المغربي أحمد نفاع في نصه الجديد..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب