
( الأمل هو حلم اليقظة) أرسطو
قد تكون نجمة سقطت
أو غيمة شاردة
أو رصاصة اخترقت جدار
الصمت اللجوج
فأردت الحقيقة
قتيلة…!!
أو تكون تقمصت الأشجار
فانتحرت في عنان السماء..
وتشظت روحها صريعة
بين قرنفلة
أو شتيلة…!!
أو تكون عقدت قرانها
على البحر
فأنجبت من جرح القوارب
موتى وغرباء
أنجبت نعوشا من رحم الفجيعة
ومن رجفة السديم
أينعت في زوبعة الشجون
جراح ثكيلة…!!
قد تكون كرهت صوت الطبول
غثاء الملاحم، لعلعة الصراخ
في حناجر الأطفال
كرهت عواء القطيع
تحت أقدام الغزاة
اعتقال التنهدات
في الصدور العليلة…!!
أو تكون فرت من قراصنة العقيدة
ومن شظايا الأحلام
في مجرات الذكريات
فاختصرت موتها الساطع
في انفجار قصيدة أو قذيفة
واختصرت صرختها المسورة بالأنين
في هديل يمامة
بليلة…!!
قد تكون هاجرت إلى أرض البدايات
كي ترتب الصباحات الخافقة
بالأعلام والزغاريد
أو سافرت إلى أرخبيلات
الحزن التليد
كي تفك قيد الأحرار المصلوبين
في محاريب النشيد…!!
الأحرار الذين ما زالوا
على العهد المنذور
يتهجون تراتيل القهر
في قلق السؤال
وفي أصحاحات العشق
الطيني
يقبضون على الجمر
في تراجيديا الليل…!!
أولئك الذين آمنوا برحابة السواحل
بأغاني البحارة، ومواويل المغتربين
فزينوا السماء بالنوارس والنجوم
ضدا في عبور الصواريخ
وطرزوا المساء بالتواشيح
الجميلة…!!
قد تكون أعفت نفسها من جدلية السؤال
عن أنسجة التاريخ وهوية المجال
أو شقت لها وسط هذا النفي جسرا
صوب مشهد الاحتفال
فمشت تجتر كينونتها
في أنطولوجيا النسيان
وفي معارج الشرق
وبين قلاع آلهة الأوطان
البديلة…!!
تعوي الريح في ثقوب أضرحة الصمت
موقظة في تخشبنا صرير الوجع
فنستفيق من خيبتنا
كأشباح بلا ملامح
متكلسين كحجر الصلت
نفتقد لناسوت الذات والحياة
لاكتمال النطفة الراجفة…!!
هي الأحقاب طوقت أعناقنا
برماد العدم
بأثقال الموروث والحنين
استنعمت هاماتنا في عطن الدمث
فاستحلنا أسياخا لوباء العصر
واستحلنا رمادا
في الذاكرة
القتيلة…!!
Share this content: