
هناك وعيٌ مهيّأٌ للفردانية، ووعيٌ آخر مهيّأٌ للجماعة.وأرى أن الوعي المهيّأ للفردانية هو ذاته الذي يتحوّل لاحقًا إلى وعيٍ جماعي، لأن الجماعة — ببساطة — لا تُنتج فكرًا، بل تستهلكه.
لهذا لا يعرف الوعي الجمعي الحقيقة إلا بعد أن تُفقد حرارتها.
فعندما تصل إليه الفكرة، تكون قد تحوّلت من تجربة حيّة إلى عقيدة جامدة.
الجماعة لا تُدرك، بل تُقدّس. تتعامل مع الفكر كما تتعامل مع المومياء: تحفظ الجسد وتفقد الروح.
أما الوعي الفردي فجوهره التحوّل لا التكرار، لأنه يُبقي الحقيقة في حالة حركةٍ دائمة لا وثنٍ ساكن.
وهكذا، يغدو التاريخ دائرةً يتأخر فيها الفهم عن الاكتشاف، وتتحوّل كل ثورة فكرية إلى طقسٍ جديد من الترديد.

سلوى ادريسي والي
Share this content: