

الكل نائمون ..!
في ها هنا ؛ كلهم نائمون
الكل نائمون
ولعل النائمون مثلي
مثلهم لا يحلمون
ومثلهم فلاسفة لا هم في الغد يفكرون
والقطط جائعة..
ولا تتكلم لغة العطش والجوع
والكلاب عطشى..
ولا تبحث لها عن قطرة ماء
والعصافير تلهت لشدة الحر
لكنها لا تبحث لها هي الأخرى عن مساحة من ظل بارد..!
الكل نائمون..!
الكل صابرون..!
الكل يدخنون..!
الكل يحتسون القهوى على كراسي من حجر
وهؤلاء ؛ هم النائمون، المستيقظون
فلا هم بحياة عيش ورغد يشعرون
ولا بعقولهم يتحركون
ولا بعيونهم يتكلمون
لكن ؛
كل شيء هاهنا جامد لا يتحرك
الشوارع حزينة ووجهها كئيب
وذاك..
يعطيك خبر صحتها وسلامتها
الشوارع تتبرأ أمام النحل والفراشات والطيور والفضاء..!
ولا تتحمل أية مسؤولية في ظل فلسفة الانتظار.
والسكان أنفسهم قد تعبوا من طول زمن الانتظار ثم في الأخير تركوا الجمل بما حمل وغادروا الجدران الحزينة.
ثم رحلوا
وتركوا خلفهم السيد المبجل؛ سيد الانتظار.
الذي يحكمهم بسياسته المجيدة.
وهو بتواجده لوحده في المحطة الجديدة.
في انتظار بأن يتم التدشين بعد زمن طويل من الانتظار..!
ويعود السكان فرحين لبيوتهم كي يستوطنوا
ولن يخرجوا.
وقد ألفوا زمن الحجر الطويل.
في زمن الوباء وسعار الغلاء.
الناس خائفون من سعار الغلاء في أي مكان تواجدوا.
وأي عضة تؤذي وتقتل.
السكان وبطواعية وقهر الزمان
وفي غياب السياسة والسياسيين والنقابيين
فهم مشغولون بلباسهم وسياراتهم وأرصدتهم وذويهم ومن والاهم..
السكان وبطواعية وقهرالزمان.
تعاهدوا عما ذي قبل بأنهم لن يخرجوا أبدا.
ولن يشاركوا في بهرجة ذاك التدشين المرتقب.
ولن تظهر أجسادهم عبر فلاشات وكاميرات مضيئة.
وهم نشيطون، فرحون بمحطتهم الجديدة
كي عبرها يتركون المدينة لأصحابها ويرحلون لعالم الخيام..!
Share this content: