

ليس كل من يملك جواز سفره الأخضر يستطيع أن يسافر خارج تراب الوطن في ظل ظروف عيش غالية..!!أنا اليوم قد هرمت فلا أملك جواز سفر ولا قدرة لدي على مغادرة هذا الوطن ..ولن أستطيع لذلك سبيلا حتى وإن حضرت الرغبة لدي..

وعن رواية 1Q84 اليابانية للروائي العالمي هاروكي موراكامي ندون ما يلي
- “لا حاجة لأن تشرحي إذا لم تفهم شيئا من دون شرح،فلن تفهمه بشرح”
- بمجرد تجاوزك سنا معينة ،قد تصبح الحياة مجرد عملية فقدان متواصلة يفقد فيها الشخص شيئا تلو آخر.تنزلق الأشياء التي تعتز بها من بين أصابع يديك كما يفقد المشط أسنانه. ويتلاشى الأشخاص الذين تحبهم واحدا تلو آخر. وأشياء من هذا القبيل من المؤكد ،أنك لا تزال تذكر

فماذا قيل عن السفر عبر قراءة الكتب..؟
- يُنظر إلى السفر عبر قراءة الكتب على أنه وسيلة رائعة لاستكشاف العالم والثقافات دون مغادرة المنزل،حيث تُعدالكتب”نوافذ” تفتح أبوابًا لعقول الآخرين وخبراتهم،تضيف إلى عمر القارئ.تُشبه هذه التجربة بالرحلة بحد ذاتها،حيث يضيف القارئ للحياة حكمة وتجارب جديدة من خلال هذه الرحلة المعرفية./منقول

وأما أنا فلا أملك جواز سفر؛ ولا قدرة لي أملكها على السفر خارج الديار إلا عبر قراءتي للكتب…
يقول الشاعر والروائي الأرجنتيني روبيرتو ألتر الذي انتحر سنة 1942 :
- “من لم تلهمه الحارة التي عاش فيها لن يلهمه أي مكان آخر فوق جغرافية هذا العالم “
لا أحد منا يمكن له أن يرفض رحلة سعيدة وممتعة تعيد لروحه انتعاشتها، ولمزاجه حلاوته، ولعيونه رؤيتها الجذابة لعوالم جديدة تثير لديه فضول اكتشافه لعوالم مثيرة على كوننا الطبيعي باختلاف مكوناته الجغرافية، وهو يحط الرحال في أراضٍ فوق نقط ما من جغرافية العالم خارج وطنه الأم .إن هو توفرت له الظروف المالية وٱستطاع لذلك سبيلا ..

ولكن لنتساءل عبر طرحنا لعلامات استفهامية كثيرة
-فكيف لمن لا فكرة له على العبور للضفة الأخرى ،خارج وطنه وبأن يفكر أصلا في الحصول على جواز سفر أخضر أو أحمر.!؟
-وكيف لمواطن بسيط مقهور يحارب في صمود وتحد أسطوري كغريق في عاصفة كبرى بمركب صغير، عواصف الزمان وغلاء يتزايد في المعيشة اليومية مع كل موسم سنوي يحل وبحكومة جديدة !؟!
- وكيف لإنسان عادي يستطيع أن ينفلت من قبضة أسعار الغلاء ومتطلبات الإنفاق في الأكل واللباس والدواء بأن يفكر يوما في السفر خارج الوطن لأوروبا كان أو تركيا من أجل البحث عن متعة مفقودة بين شتى من الأمصار..!؟
- أما هم؛ وفي كل زمان مسافرون دوما خارج الأوطان بشكل طبيعي ويشربون قهوتهم الباريسية بكل اطمئنان ..!
- أما هم فقد ألفوا ركوب الأمواج واليخوت وزرقة أمواج البحار ..!
- أما هم فقد ألفوا الفنادق المصنفة ودفء حياة وسط الجنان..!؟
أما هم فعيشهم في رغد وكله رحلات وسفريات لا تتوقف عبر أجيالهم توارثوها كثروة وطن باسم العائلات. و شوارع المدن الكبرى الأوروبية قد ألفوها عبر الوراثة وهم صغار السن رفقة الدولارات والأوروات..!
أما نحن؛ المهم عندنا أن ننتظر قدوم أي جديد وتنمية معطلة عبر كل استحقاق جديد و انتخابات..!
أما نحن؛ المهم أن نصفق ونبقى نحلم في حدوث التغييرات ..!
أما نحن ؛فنعيش في صمت نصنعه لأنفسنا في مقبرة أشباح من الأموات ..!
أما نحن؛ فقد ألفنا عشق الكرة بشكل جنوني ووطنية خالصة لحد النخاع وتشجيعنا لجميع أصناف المنتخبات..!
أما نحن؛ فنكتب على هوامش الصفحات ..
مدينتنا تحتاج لكل المعجزات، ونعلم أنه لا أحد يمكن له أن يزعج كل نائم وراقد من مسؤولينا في سبات بل الأوضاع تتشابه بين حواضر وبوادي وأراض فلاة..!
ورثنا الإقامة بين الجدران الصامتة وموت الأشجار ونبات الحدائق عبر الشوارع والطرقات ..وما ٱستطعنا حتى زيارة الأهل والأقارب والجيران،لأن الحياة في هذا الوطن أمست كلها بضعف من الأرقام..
ذاك هو السفر من النوع الخاص عبر الخيال، وعبر العالم من أجل الوقوف على ثقافة الشعوب ونمط وطقوس عيشها وتقاليدها.وصدق عبد الكريم جويطي الذي سبق. له أن قال :” إنه لم يسافر كثيرا ولم يخرج ولومرة خارج الوطن.وكل أوقاته قضاها في بني ملال. حتى أيام دراسته بمراكش والرباط في زمن الدراسة الجامعية لكنه قد سافر بالفعل عبر العالم عبر نصوص كثيرة من الكتب قد قرأها…
وقليل ما تجد نفسك في عنوان لنص روائي ممتع يحملك حملا خفيفا بعالمه السردي الممتع، ويحلق بك لسمائه لساعات ..
إنه ونستون تشرشل وهو يقدم تقريرا للعجز في ميزانية الإمبراطورية البريطانية،وهي قولة لا تنطوي على أي قيمة أخلاقية«لا شيء كالثأر في ارتفاع كلفته وقلة جدواه..

Share this content: