

تفاقم تعب الليل،جفت أضواء القناديل، وصارت كشحوب يوم ثقيل..
عادت الريح تناجي أطياف العاصفة،انطفأت ذؤابتها حين غارت في شمس تشرين ..
بينما كنت أرى أمامي الأشجار تتراقص ظلالها…عمياء تمشي بلا هدي ..تعدو خلف أضواء السيارات..كان الهواء يتسرب منه عليل الى الداخل…في فناء الدار الكبيرة… حيث فاحت نسائم مسك الليل ..دون سابق إنذار من فصل مجنون متعب…جفت بقلبه القناديل ..
من لونه القاني خرجت وردة حمراء…مدت لي راحة..
فقبلت منها يد السلام…
رحنا معا ننقب عن موطن يشهر اتجاهه في وجهنا ..حيث أكتاف الطين تحملنا دون أن يدركنا جنون الريح ..
خارج صفوف المسائيين..المتحلقين حول سحابة الدخان المارد ..
المنفوث بلا روح ..في أرجاء الساحة المنسية التي بدأت تنام على صوت آخر صفارة إنذار….لدورية الليل ..
تسمعها العصافير ..فتكر هروبا…من ليلة قائظة …تقطع أميال البحر..على غير هدى ..لاشئ سوى ذاكرة منهوكة تلهمها الطريق…
ولكنها تعود…لتشهد طقوس رغبة ملحة ..لزواج البر مع البحر وهما يرتشفان نخب الصمت..وقد اغرورقت عيونهما.. من مشاهدة فصول مسرحية بلا جمهور..
علقت آخر ضوء في مشهد تتلألأت … في أفقه مراكب بحار قديم..
زهرة أحمد بولحية…
Share this content: