
في بحر النص والقارئ والكاتب لنا رأي آخر..
قد نتساءل عن أمة لا تقرأ وأمة ساهمت في تطوير الفكر الفلسفي الإنساني،وابن رشد وابن خلدون وابن سينا ،وسردية شهرزاد لشهريار في ألف ليلة وليلة.التي يسميها الغرب بليالي العرب،وكلما حج الناقد والقارئ الكبير المغربي عبد الفتاح كيليطو لديارهم بإحدى الجامعات،كان طلبهم تكلم لنا عن ليلة العرب،وما كان لحضارة الغرب لتكون لولا ما ترجمه العرب من اليونانية واللاتينية إلى العربية..وفي إحدى الحوارات الجميلة سئل الشاعر المغربي صاحب الزوايا الحادة محمد بنمحمود كما سماه الشاعر سعيد الباز عن أزمة القراءة،فكان جوابه بسؤال فلسفي أعمق،هل نعيش غربة نص؛ أم عزوف القارئ عن ما يقدم له من نصوص ..!؟! فلذلك فجمهور القراء يبحثون لهم عن ما يثير رغبتهم في القراءة ،وعن ما يشوقهم .وعن مايدهشهم ،وصدق جابر حجي الروائي الايريتيري لما حذر من القارئ لما يسبق الكاتب ،ويمسي هذا الأخير من سقط المتاع، لا يلتفت له أحد ،ويعيش غربته وعزلته ..وفي الأخير و حتى نبين لكم أننا لا نعيش أزمة نص ولا أزمة قراء،فهذه رواية المغاربة لعبد الكريم الجويطي ما زالت تباع بنسبة عالية كما بدأت،وقال عنها صاحبها إنه نص استطاع أن يصبر مع الزمان ،ويقول النقاد أحسن ما كتب خلال مائة عام بالمغرب.ولم يتكلم الجاحظ من فراغ: « القارئ عدو» ولا عبد الفتاح كيليطو القارئ يمل ،لذلك لا بد من وضع اللوم على خيالنا الذي يبدع ،وأقلامنا التي تنتج ونحن نعيش زمن السرعة القصوى،وكل ما يجب كتابته لا بد أن يوافق زمانه الاجتماعي والثقافي والسياسي والفكري…

Share this content: