

قصة قصيرة من الواقع المعيش: في حوار مع حفيدي: أين هو ممر الراجلين يا جدي لا أرى له أثر في الشارع..!؟!
وأنا في حوار بسيط وتوعية خاصة لحفيدي الصغير “سعد” كي أربي فيه احترام قانون السير عبر الطريق ،من أجل حماية نفسه من أخطار الطريق ..وكأي طفل ياباني أو أوروبي..- قلت له:يا بني يجب علينا الآن أن ننتظر حتى يشتعل لنا الضوء الأخضر الخاص بالراجلين ثم بعدها نمر من ممر الراجلين في أمن وسلام.-ولكنه فاجأني: أين هو ممر الراجلين يا جدي لم أره ،لايوجد أمامنا كما هو مرسوم بكراستي..؟ -قلت له: لننتظر يا عزيزي،أي بعد أمة..كتلك التي قضاها سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام في السجن ..وفي يوم موعود مشهود له الناس..سيخرج أهل الشأن العام للشوارع -أولئك الذين انتخبناهم سنة 2016 قبل كورونا.. كي يستيقظوا لما تقترب انتخاباتهم الجديدة سنة 2026 وسوف يتحملون مسؤولياتهم المدنية بحق..وتظهر الصباغة البيضاء والحمراء والزرقاء والخضراء وكل ألوان الطيف ثم يشرعون في العمل الجماعي”التطوعي “ويصبغون الأرض والسماء ..وجذوع الأشجار..وبعد أمة سنتذكر بأنه كان في مدينتنا ممرات للراجلين اختفت بفعل مر الزمان ،والتعرية ،وتظهر لنا تلك الممرات في حلة بيضاء ناصعة، والأرصفة الجميلة وكأنك بحي من أحياء أكدال بعاصمة الأنوار ،وسوف يغرسون لنا النباتات و الورود في جل الشوارع. ويعيدون لنا جمالية مدينة العجاج والغبار وصيانة وتزفيت حفرنا التي تؤثث شوارع مدينتنا الثرية..
لم يفهم حفيدي ما قلته له أي ((مقشع والو ..))
قال لي: جدي لم أفهم ما تقوله..
ولربما ظن المسكين؛ بأنني أهدي. أوأنني أكلم نفسي..! ولربما أتمتم ..!أوأسبح وأذكر الله عسى أن يغير حالنا وحال واقعنا نحو الأفضل..!
قلت له: لما تكبر يا صغيري؛ ستعرف بأن الحياة التي نعيشها اليوم، تشبه أجواء طقس هذه المدينة الفوسفاطية،و التي قال فيها أهل العيطة لربما كذبا وبهتانا:”خريبكة عجبتني ساير تبني” و”خريبكة القفرة جات في حفرة”
رحمة الله عليك يا حسن الخريبكي..!! لربما كان كلامك الموزون بالأمس واقعا سراليا نعيشه اليوم. فلا شيء تراه حين ترفع بصرك للسماء إلا تطاول سلطان المال والإسمنت والياجور،وهو ينبت في كل ساحة ومكان فارغ ،عاليا نحو السماء، ولكنك حينما تنزل بصرك إلى أرض الواقع عبر الشوارع تتحسر من حيث لا تدري،و خاصة إذا ما عرفت بأنك تتواجد ككائن بشري في مدينة من مدن الأمبراطورية وهي العاصمة العالمية للفوسفاط.!!!


Share this content: