
يقال في عالم كتابة الرواية العالمية ” كلما اتسعت المعرفة ،عظمت المسؤولية”
المقهى الأدبي هناك من الكتاب من بخلقه من تلقاء نفسه،ويجعله المكان الذي يخرج إليه كي يعيش روح القراءة إذ تبقى تلك الأماكن تحمل صورتها في ذاكرة القارئ والكاتب معا،فهذا الأديب والروائي وصاحب جائزة نوبل العربية نجيب محفوظ يستيقظ باكرا ويتحرك ماشيا من حي المعاݣيز حتى مقهى علي بابا كي يحتسي قهوتك ثم يتمم المسير إلى وزارة الأوقاف التي كان يشتغل بها إذن المقهى التي نعيش فيها لحظات حميمية ممتعة رفقة نصوصنا المختارة ،والتي نحط فيها الرحال كي نتمم سفرنا الطويل صحبة أصدقائنا الأوفياء .ولكل عشاق مقهى مدريد والريال ،ولعل حدسي هذا. قد يسبق عقلي في هكذا تخمينات ؛ فقد يكون صاحبها لم ينزل الاسم هكذا؛ و بشكل اعتباطي ..
تدوينة عن تدوينة للناقد والشاعر المغربي صلاح بوسريف والتي جاء فيها ما يلي :
عظيم أن تكون ناقدا،
دنيء أن تكون حاقدا.

الناقد الكبير والنظيف لن يكون كذلك إلا أنه يكون قد قرأ كثيرا من النصوص الأدبية لا حد لها،ولا بد لها أن تترك بصمتها لما تحمله من خطابات ورسائل وقيم وكلها تصب في النزعة الإنسانية وبذلك يصير نظيف القلم ،نظيف القلب والأحاسيس، ونظيف الرؤى نحو الحاضر والمستقبل، ونظيف المعشر بمكارم الأخلاق .. ورحم الله الشاعر :فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
المقهى ذاك المكان العام الشبيه بالسوق -ما دام في أسواقنا الأسبوعية تتواجد خيام تقدم ما تقدمه المقاهي من طلبات تحتاجها المعدة- فالكل يلج بابها لغرض ما ،بحيث يتواجد في فضائها مجموعة من الرواد على اختلاف مشاربهم وفئاتهم العمرية،منهم المتلصصون ومنهم حتى الغرباء، وهناك تتواجد السماسرة بكثرة، وكذلك الحرفيون وهواة الكرة والقليلون منهم بل النوادر من يحملون كتابا كصديق قديم يشاركهم لحظة حميمية من لحظات الجلوس الممتعة صحبة فنجان قهوة سوداء ..لكن المهيمن اليوم هو الهاتف والحاسوب والآيباد؛ ويبقى حضور الكتاب باني الحضارات البشرية حضوره المفقود مثله مثل الجرائد الورقية؛فلا أحد يطلبها رغم تواجدها فوق الطاولات تنظر بحسرة وألم في وجوه لعلها تجد من بينها من يكرمها ولو بقراءة العناوين الكبرى.. وهي تتذكر زمانها الذهبي لما كان الرواد يتسابقون فيما بينهم للفوز بالإنفراد بجريدة المقهى ومنهم المعروفون بفليها فليا أسطوريا طيلة ساعات بل لا يحررها من بين يديه حتى يملأ كل الشبكات…
-في لغة الرواية وتحد للواقع الحقيقي عبر الخيال اللاواعي ما دام هناك قمران في السماء واحد كبير والاخر صغير المائل الذي يبدو محضرا بلون الطحالب..
-في لغة الأدب وعبر خياله لا شيء مستحيل ولا شيء فوق الطبيعة ..أصبح لدينا قمران .عندما نظرت إلى السماء قبل قليل ،كان يوجد قمران – أحدهما كبير وأصفر،والثاني صغير وأخضر.ربما كانا موجودين من قبل،ولكني لم ألحظهما قط.أدركت ذلك منذ مدة قصيرة” 1Q84
-النصوص التي نختارها مرة بالصدفة؛ وأخرى عن دراية ومعرفة بالعنوان .وذلك كي نعبر عبرها لواقع الرواية المعاصرة العالمية ونقف على عناصر التشابه في مجال الكتابة. وكذلك ثقافة الشعوب التي تزخر بها وتعمل على نشرها عبر الثقافة العالمية عبر تلك النصوص الأدبية في مجال النص الروائي المعاصر، ولعل القارئ يبقى منه الناقد أو الدارس والقارئ الهاوي والمحترف، ولكل واحد نظارته وأي ألوان يطلبها أو يعشقها من خلال ما يقدم عليه من قراءات ذاتية أو موضوعية للنصوص،و التي تمر بين يديه، ولعل الجاحظ كان محقا في قوله وبأن القارئ يمل والقارئ عدو. ورأسمال الكاتب هو جمهوره من القراء الذين يعطون قيمة مضافة لنصوصه عبر التفاعل الإنساني في مملكة التناص ،خاصة وأننا نعيش في أوج الثورة الرقمية في مجال الإعلام والاتصال والتواصل عبر المواقع الاجتماعية التي تتيح الفرصة للجميع في تداول المعرفة والمعلومة ونشر ما يشاؤون في مجالات الثقافة كما في مجال الأدب عبر أغراضه من القصة والرواية والشعرو التأملات والخواطر وغيرها بعدما سبق أن كانت الملاحق الثقافية التي تؤثث جرائد الأحزاب،وهي لا تخرج عن بيت أحزابها الضيق والذي لا يتسع للجميع بل لمن له ولاء خاص لألوان الحزب ورحمةالله على الأديب المغربي الراحل عبد الجبار السحيمي الذي كان فضاء جريدة العلم في عز زمن الصحافة الورقية ينشر للجميع حتى أولئك الذين يختلف معهم في الكثير. أما ما تبقى فلو أردت أن تنشر نصوصك لا بد من بطاقة الانتماء، ولا بد من ما يقوله المغاربة بعاميتهم “شي ركيزة صحيحة” تذكرت كلام الشاعر و الناقد المغربي صلاح بوسريف الذي يعتبر المقهى مكانه المفضل للمطالعة والقراءة لكن شريطة أن يقصد مقهى بعيدا جدا عن سكناه حتى لا يعرفه فيها أي أحد من أولئك الذين يلجون للمقهى لغير ما جاء له.فرواد السوق جلهم يبتعون ويشترون وهناك فئة خاصة تتأمل العلاقات فيما بين البشر آلا أولئك هم الفلاسفة ..
عبد الجبار السحيمي (1938، الرباط – 24 أبريل 2012، الرباط) هو أديب وطبيب وصحفي مغربي. تابع دراسته بمدارس محمد الخامس. التحق بالعمل الصحفي منذ أواخر الخمسينيات. أصدر رفقة محمد العربي المساري مجلة القصة والمسرح سنة 1964 كما كان مديرا لمجلة 2000 التي صدر عددها الأول والوحيد في يونيو 1970. كان رئيس تحرير جريدة العلم توفي يوم 24 أبريل 2012 بالرباط. وكيبيديا
“يفلي” كلمة عربية فصيحة لها عدة معانٍ، أبرزها البحث عن القمل في الرأس أو الثوب، لكنها قد تعني أيضًا التأمل في أمرٍ ما، استخراج معاني الشعر، أو الضرب بالسيف. يكثر استخدام معناها العامي (البحث عن القمل) في الكلام اليومي، ولكنها ليست كلمة عامية، بل فصيحة وواسعة الدلالة.//منقول

Share this content:






