
كيف نختارلنا ما يفيدنا من فيديوهات عبر سوق اليوتوب..؟!؟
مللنا من “بلا بلا”من وجوه وجوه تطل علينا في كل يوم عبر قنوات معروفة بأسمائها عبراليوتوب تحلل وتقصف كل جانب وتلبس لباس الأنبياء والرسل والفلاسفة.وتبيع اللغط والهدرة للجماهير عن غزة والضفة ومصر السيسي ونتنياهو ولبنان وسوريا والسعودية وأمريكا..وهلم جرا وكلها من المواضيع التي وصلنا فيها لحد التخمة وصرنا نعكس المثل المغربي المعروف:(كثرة الهدرة ما تشري خضرة)
وكل واحد يعرض بضاعته الإعلامية -الرقمية بطريقة مثيرة،وبكثير من الأدوات المساعدة لتعزيز السردية وفي إطار تبرير قوله من مقاطع لقنوات تلفزية وعناوين لجرائد عالمية معروفة..وها هنا جاءتني صورة من ذاكرتي ،لما كنا نجالس الحكواتي بالجوطية وهو يحكي لنا الأساطير والخرافات .ويقول لنا كل ما أقوله مسجل في هذا الكتاب ،الذي يحمله ك… كأكسوسوار.ولم يفتحه قط..!! وذلك حتى يحصل على هدفه المنشود؛ الذي لا يكتمه، بل يطلب من مشاهديه تعزيز القناة بالضغط على زر” لايك” وبالمشاركة في القناة حتى تحصل على كل جديد. وبذلك يحصل صاحبنا على أكبر نسبة من المشاهدة. ويجني ما يجنيه من أرباح تضخ له في حسابه الخاص، على حساب ثلة من الأشخاص من أولئك” السدج” وأنا واحد منهم بدون أن ننكر ذلك،وهم يبحثون لهم عن الخبر اليقين من عند جهينة، يقول فيه فلان وترتلان ،وما قاله أبو نواس في خمرته..!!
لم نخض في هذا الموضوع إلا من أجل ثقافة ووعي اجتماعي جديدين وهما تحملان صاحبهما على البحث عن فيديوات ثقافية وأدبية وسياسية وتربوية ذات قيمة فنية و إعلامية على سبيل الذكر نذكر : هناك قناة في الاستشراق للإعلامي المغربي عدنان ياسين.وفي المكتبة بودكاست ميدي 1-وثقافة بلا حدود وهلم جر

شكرا سيدي علال على المشاركة والإضافة نوعية لدى كل منشور،ومن أجل إغناء الموضوع عبر ما جادت به ذاكرتك الثقافية يضاف المصدر كالعادة.تحية أخوية
زمان كان الآباء يقولون لنا مقولة مشهورة : [ كلها يلغي بلغاه] ها نحن قد وقفنا على المعنى الحقيقي للمقولة … نعم في زمن الحداثة والعولمة والتكنولوجيا الرقمية كل من هب ودب دخل الساحة وشرع في نشر غسيله دون قيد أو شرط ودون مراقب ، بحيث كثرت الأقلام المروجة لأقوال خارج السياق الأساسي لها ، فأصبحت تكتب وفق منظورها دون الاعتماد على مرجعيات مستوفية لشروط النشر ولا على حقائق دقيقة خالية من التزييف والترويج الكاذب بعيدة عن الشفافية والمصداقية لا لشيء فقط لخلق جو من الاستفزاز والتشويش على كل شيء بلا ضمير ولا أخلاق ولا قيم المتعارف عليها في نشر الخبر … ومثل هذه الكتابات او الفيديوهات كثيرة ومتنوعة غالباً ما تحاول توهيم القارئ او المستمع على أن ما تنشره هو عين الصواب … لهذا يجب الحذر مما ينشر ، فعلى المتلقي أن يكون ذكيا بحيث يجب عليه أن يتحقق من كل ما ينشر ، وهل الناشر له مصداقية ومعروف أو متطفل لا يهمه إلا (البوز) و الظهور للعامة بكتابات أو فيديوهات ملتوية مستغلا جهل الناس أو ضعف فكرهم أو لغرض في نفس يعقوب لكونه يخدم جهة معينة مقابل مدفوعات مادية بمعنى يتكسب من وراء تلك المنشورات ولو أنها بعيدة كل البعد عن طبيعة الواقع … إن زمن الرقمنة تخطى كل التصورات وأصبح بوقا من أبواق الإمبريالية والماسونية المتحكمة في زمام الأمور ودواليب السياسات الكبرى سواء في التوجيهات الرسمية للعالم لتنفيذ مشروع مخططها في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية وحتى الإعلامية لأن الإعلام هو البوابة الحقيقية للسيطرة على العالم بأقل تكلفة ،بمعنى تخدير الشعوب وإخضاعها بسلاح الخبر الملفوف بجلباب النزاهة والشفافية المدسوس بسموم لا يعرف قدارتها إلا من تجرع من عسلها القاتلة .
فاليوتوب يوظف أخبارا مغلفة بأسلوب يتماشى مع وظيفة الكلمات السالبة للفكر والحرية وخلق جو التوترات بين الناس ، بحيث هناك من مؤيد وهناك من رافض ولو أن الأنظمة المتحكمة في ذلك غالباً ما تميل لمن يخدم سياستها الداخلية والخارجية ، لأنها تعيش على إيقاع الماء العكر حتى تزداد قوة وتحكما في كل الأمور بشكل مريح … لهذا يجب التعامل مع كل الأخبار بالتقديرات مع البحث عن الخفايا الحقيقية لكل علبة مبرمجة لنشر الخبر أو ما شابه ذلك وإلا سنسقط جميعا في متاهة لن نستيقظ منها.

Share this content: