
-كيف يطيب لنا أن نتكلم عن الرداءة بعالم السوشيال ميديا، ونحن نلبس منها كل رث بالي..؟؟
مررت على منشور عن الرداءة بالعالم الأزرق..فتوقفت برهة ثم قرأت العنوان ..وتبسمت منه ضاحكا..وفكرت في كتابة تعليق عابر فأحجمت حتى لا أساهم بدوري في السباحة في بحر التفاهة بل قد أسميه الفوضى الإعلامية والصحافية الرقمية الخلاقة، و التي ما تركت من قديم شيئا إلا داسته بنعلها..لكنها لم تعجب الكثيرين من الجيل الماضي- الورقي،وذلك بأن رياح الثورة الرقمية حملت لهم ما لا تشتهيه أنفسهم التي ألفت القديم ،وسكنت أرواحهم في أبراجه العالية..ولم تعد صورهم كما كانت عما ذي قبل..وهي تزين المنابر كما كانت ..ولا حتى أقلامهم من ذهب..ولا حتى ما كان لهم من حظوة وقيمة وشان ومرشان كما يقوله المغاربة..!! لذلك يتهمون بشكل صريح الرداءة عبر السوشيال ميديا، وهي بريئة ما تبرأ الذئب من دم سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام. وهم يجعلون من التفاهة عبر السوشيال ميديا فرس طروادة ..ولسان حالهم يقول انظروا للفوضى ولجل مايتم نشره فهو يضر ولا ينفع.لكن حتى إذما ذهبنا معهم في طرحهم هذا لآخر نقطة .نسائل أفكارهم فماذا نحن فاعلون.نفكر في المزيد من التشريعات القانونية للحد من حرية التعبير كمشروع قانون كان سيمررونه لو الألطاف الإلهية في عز كورونة للحد من ولوج المواقع الاجتماعية والتعبير الحر -وبالضرورةدون التشهير والمس بشخصية الآخر- وسماه رواد تلك المواقع ب(تكميم الأفواه) وهو مصاغ من فترة الكمامة التي صاحبتنا في حياتنا اليومية لذلك هؤلاء قد يجعلون من التفاهة بشكل دوغمائي قطعي في المجال الفكري الفلسفي المتجدد والمتطور المرفوض لدى الفيلسوف الإنجليزي بيرتند رسلBertrand Russell ومن يدري فقد تكون التفاهة هي سبب أفول نجومهم وأسمائهم البراقة. وماتوا مع موت زمنهم الورقي سواء كان ذلك يخص حياة الصحافة الورقية أو حينما نطل بأقلامنا الرقمية على عالم الكتاب الورقي وعلى عالم الحروف التي ذبلت – في زمنهم الرقمي- وتبقى الرداءة هي (القشة التي قصمت ظهر البعير)
أردت أن أعلق عما حملته ذاكرتي عن وجوه عايشناها بلغة الهدر.. وأنا أتجول بروحي في عالم الجوطية قرب مسكننا القديم، وأنا أمر من حلقة على حلقة..وأخيرا لقد اخترت لنفسي حلقة الحكواتي.وهو يحمل كتابه الضخم كأكسوسوار .إذ أنه ما سبق لي أن حضرت حكاياته وهو يقرأ منه أو يفتحه ،لكنه ما فتئ يقول لنا : بأن كل ما يرويه لنا هو مدون في هذا الكتاب العجيب .وكانت فرصة ذهبية لي، لكي أتمم معه قصة البارحة عن سيف ذي يزن ..
وكلكم عكاشة إلا من أبى...
نعم ، نحن نعيش في زمن تهافت التهافت على كل رديء ،وكل الأقلام التي كانت بالأمس من ألماس وذهب، أمست اليوم من المعدن الرخيص إلا من طور تكوينه وولج العالم السيبراني التقني من بابه الواسع ،لأن العالم البرݣماتي النفعي اليوم؛قد جعل كل المبادئ القديمة في خبر كان..وكل واحد اليوم منهم في زمنهم الذهبي يقول ما قاله صاحبهم الذي علمهم طريقة الحلب تحت شعار je mange et tu mange كيف له بأن يخدمهم وهو يشد لهم البقرة من قرنيها وهم يحسبون الأسطل و بدون توقف.. فليتفضل أحدمنكم ليحل مكاني كي أمر أنا بدوري للضرع وأحلب لي حصتي..فكل واحد منهم ألف الحليب الطازج؛ وهم يوجهون النقد إلا للأبالسة والشياطين والعفاريت وعبدة الطاغوت ومعهم السيد الرديء المغضوب عليه في نظرهم..أما هم فلهم صورة من صور الأنبياء والمرسلين،ومعهم خطيبهم من فوق المنبر، وعالمهم وفقيهم الكبير في السباحة الفكرية؛ وفي السياسة والعلوم والفكر والصحافة والدين..وإذا ما هو نطق لغته أو دون مقالته أو كتب له ما شاء له عن أسطورة الرداءة بأن يكتب ..فلسان حاله يقول للقوم حوله : فمن لغا منكم ومنكن ؛فلا مكانة له بعد اليوم بيننا.. فلانصيب له من مردود فرقتنا الموسيقية للأمداح و التي تنشد أغانيها الصوفية وتبدع في ضرب الطبل..!!!

Share this content: