

وسط كومة من الخيالات تتراقص لي كأشباح
تحملني كطائر الفينيق من بين الركام !..
وأنا أمشي ..!
مشيت بخيالي إلى أقصى المسافات
عابرا أمشي
عبر كل الفضاءات
أفتش لي عن شيء خفي
وأقلب أوراق الصفحات
في سجل قديم في ذاكرتي
وصرت بعد أمة
وكأني أتواجد بعالم غير مرئي
حيث أرى السحاب الأزرق
وحيث أتنسم الهواء الحامض
و أراقص الفراشات الزرق
هناك في عالمي
هناك من الأعالي
أنا بخيالي أسبح وبخيالي أتواجد…
بين كفتي فضاء حياة قد مضت
وأنا التائه ..
أحملق..
بين ما نسيه الزمان في ذاكرتي
من أحداث وصور ومسرحيات الحياة
وقد طالت مراودتنا للوقت..
تعبنا وتعب الزمان منا لحظة..
وأنا الماشي
أنا الماشي بخلجات فؤاد
متواجد بين سحب سماء
تجمعت فوق كل أسطر البدايات
تجمعت فوق نقط كل الحكايات
كل النهايات
قد لا ندري
أيها تلك الرؤى ولا ما تحمله تلك الخطابات..
تليق بالسمع وأجراس تطرب من بعض الكلمات..
منهمك بروح شاعر
أفتش عنها وسط غبار متطاير
وقد كسى غلاف ما ورثته مذكرات الحياة
فلا حقيقة ترجى..!
ولا حقيقة تريح..!
وأنت الذي تمشي بين زحمة قساوة الحياة
ولا حقيقة قد تنالها بدون توهم
وبدون مساحة تحسبها وسط كومة من الخيالات
وكل المسير تقطعه يبقى على عتبات شرفات الزمان
كل الحب كان بالأمس القريب..
والحياة بألوانها الصفراء الشاحبة
توحي لك بقحط قريب بين قاموس من المفردات
كم من فعل لم نصرفه في أي زمان شئنا
أي حينما كنا أقرب للسعادة
وكان بنشوة الحياة
واليوم ؛ صارت كل الأفعال في زمانها
ممنوعة من الصرف
واليوم؛ لا تبحث لي ولك عن أعذار
تنال بها شرف وجودك على منصة التشريفات
ولكي تبكي عن ما مضى من زمانك المفقود
عبر أماكن تدرجها..
وعبر مشاهد خلفها الزمان
بين أتربة وأحجار
وحينما تضع وجهك قبالة زمنك الماضي
لن تستنشق عبيرا..
كان في ما مات من أزهى اللحظات
تلك ذكريات بنيت أدراجها عبر زمانك المفقود..
كي تعيشها بعد مرور عمر انقصى
ومنه تتراءى لك أكبر المساحات
Share this content: