الكتابة بريستيج وهي كما يقال لسان يد الكاتب عينه ،وكلما كنا الأقرب لسماء القراءة كلما كان لنا السبق في عالم الكتابة .وتوأم القراءة هي الكتابة..راقتني طريقة كتابتك وصبرك على إعطائك للكلمات صوتا من أصواتك .لذلك؛ وبحق الحرف هذا النص يحتاج منا تكريمه عبر إعادة نشره بالموقع الثقافي بين ثنايا السطور – في رحاب الأدب-ع.الرحيم هريوى
هم لا يعرفون معنى أن تكون شخصًا يتجاوز كل شيء بصمت، تتجاوز وتتجاوز بكل هدوء حتى يظن من يراك أنك لم تتعثر يومًا وأن حياتك سلسلة من الانتصارات السهلة، لا يعلمون أن كل خطوة تخطوها تخفي وراءها ألف مرة من المعاناة وأن كل ابتسامة تمنحها ليست إلا غطاءً على بحر من الألم الذي لا يراه أحد، لا أحد سيعرف إلى أي مدى أنت متعب فمظهرك منظم وملابسك مرتبة وتفاصيل حياتك الدقيقة تعطي انطباعًا بأنك متحكم بكل شيء بينما قلبك منهك وعقلك مشحون بالأفكار التي لا تنام وابتسامتك الكثيرة لا تُقاس بالسعادة بل بالصبر الذي يخبئه قلبك وبقوة تمنحها لنفسك قبل الآخرين، لن يفهموك لن يفهم أحد كيف تصارع في صمت كيف تحاول الحفاظ على توازنك رغم أن العالم ينهار من حولك، أنت تتحدث عن أمور قطعت فيها آلاف الأميال في التفكير بينما لم يخطو الآخرون حتى خطوة واحدة، تحاول شرح ما جال في قلبك وعقلك كل ليلة ملايين المرات وهم لم يشعروا بك ولم يعرفوا حتى أن هناك قلبًا يعاني خلف هذه الابتسامات، ليس ذنبهم بل هي المسافة الهائلة بين التجربة والكلمات بين من عاش الألم ومن لم يعرفه، أنت وحدك تعرف كم من الدموع جفّت في صمتك وكم من الليالي قضيتها في مواجهة نفسك متسائلة عن الطريق الصحيح عن العدالة عن معنى الاستمرار حين لا يدرك أحد ما تحمله، وفي كل مرة تصحو فيها ترتدي قناع القوة تمشي في الحياة كأنك لم تتألم يومًا تضحك للآخرين تتحدث عن أحلامك عن نجاحاتك وكأن كل شيء يسير بسهولة، لا أحد يعلم أن كل خطوة تخطوها هي انتصار على ضعفك على خوفك على كل شيء حاول أن يحطمك، هكذا تكون أنت صامتًا قويًا متجاوزًا لا تبحث عن فهم الآخرين لأنك تعلم أن هناك عالمًا داخلك يملؤه الألم والحكمة والصبر والأمل عالمٌ لا يستطيع أحد اختراقه إلا أنت وأنت وحدك تعرف عمقه وأنت وحدك تعرف أن صمتك ليس ضعفًا بل صرخة مكتومة تنتظر من يعرف أن يسمع.
Share this content:







