
آه يا دنيا…
آه يا دنيا كم تشبهين عيونا تخفي وراء سحرها بحارا من الخداع …تبتسمين في وجودنا ،وفي الخفاء تدبرين الانكسار ،تفتحين لنا أبواب الأمل تغلقينها فجأة دون إنذار ،فنرتطم بجدران الحقيقة الصلبة ،و نتناثر كأوراق خريف في مهب رياحك المجنونة.
آه يا دنيا كم أوهمتنا أن السعادة قريبة على مرمى قلب ،فإذا بها سراب ،نمشي إليه بكل ما فينا.فإذا وصلنا وجدنا الغياب.
علمتنا أن لاشيء يدوم :لاحبيب ،لا صديق ،لا وطن،ولا حتى فرحة كاملة تأتين بالفرح كزائرة خجولة ،و تتركين الحزن ساكنا في القلب ،كأنه مستأجر أبدي.
رأيت فيك وجوها تغيرت ،و قلوبا تقلبت ،و وعودا تبخرت ،وعلاقات احترقت بنار المصلحة ،رأيت الحب يباع في سوق التظاهر ،والصدق يدفن تحت تراب المجاملة .لكن رغم قسوتك ،نحن نحبك …لأنك تمنحينا لحظات تستحق الحياة ،لحظة لقاء ،ضحكة طفل ،حضن أم ،صدفة جميلة ،أو حتى دمعة تنقي القلب.
آه يا دنيا أنت المسرح الكبير ،ونحن الممثلون…نتقن الأدوار حينا ،ونتعثر حينا ،لكننا نواصل العرض ،نواصل التمثيل ،نواصل الحلم ،لأننا ببساطة لانملك غيرك.
آه يا دنيا …ولكن رغم كل شيء ،مازلنا نعشقك بجنون.
Share this content: