
الحب أمان واطمئنان، أكبر من أن تختزله كلمة أو بيت شعر.فهو العطــاء دون مقـابل و الحياة والتضحية والأمـل، و كـل شـيء جميـل في أنفسنا. السكينة والطمأنينة والمودة والرحمة مصطلحات تجسد الحب في أرقى معانيه. فالحب مزيج رائع من كل الصفات الرحيمة. الحب هو المودة والمودة ليست شيئا يخفق به القلب ويودع في القصائد فحسب،ولكنها حسن معاملة، أساسه شعور جميل وسلامة صدر. فالحب الحقيقي عطاء الفطرة، فهو إحساس جاهز فطري ينمو إذا واتته الظروف ينمو بطريقة تلقائية دون قصد أو نية بدون مؤثرات بهلوانية وبدون تمثيل وافتعال وكذب. الحب الحقيقي هو الأبسط و الأصدق ليس فيه تعقيد كحب المصلحة أو تزييف كالمعسول منه بغرض التسلية، فقد يضيع ويفقد فى اللحظة التى يبدأ فيها الاثنان يصنعانه هو صفة النفوس الخيرة و خلة الأبرار الأخيار من الرجال و النساء و لا يوجد إلا في البيوت الطيبة .
الحب متطلب روحي نفسي، فهو أعلى مستويات الوعي التي تطمح إليها النفس الإنسانية حتى تتحقق عافيتها، و الشعـور النظيف للآخـريـن . الحب احساس يخترق الضلوع وهو إنكار الذات وتضحية لتسعد من تحب، بالحب تسمو أرواحنا ،وبالحب وحده قد تطير في السماء وتغرق في البحر، هو كجائزة ترضية؛ أنه زائر عزيز وغال علينا.
ف أحبوا أنفسكم أولا؛ فالحب اخلاق ، فلا يود ولا يرحم الا ذو خلق .هو كيـان شـامـخ وعظيـم، لا يستحـق أبــدا أن تندم عليه حتى ولو ترك فينا الآف الجراح غير قابلة للتداوي وأنه عملة نادرة وقد أصبح أكثر ندرة أمام ملايين العملات المزيفة التي تملأ العلاقات الإنسانية. وللاسف أصبح الآن الكثير يتحدث باسم الحب وهو بالأصل لا يدركه.الكثير منا يهين الحب ويشكله كما يريد ويجرح باسمه أشخاص طيبون والحب برئ منهم.
يتوق قلب كل منا الى الحب الذى يروي مشاعرنا .الحب بمعناه الكبير ومعناه السامى وبابتعاده عن الأنانية والرغبات والشهوات في زمن طغت فيه الأطماع المادية والأنانية الفردية، نحن نحتاج الآن لمن يسمو بمشاعرنا نحتاج لهذا الحب. فتتحرك مشاعرنا وترقى عواطفنا ،فهو أعظم شيء خلقه الله فى هذا الوجود . فالحب قادر على أن يحول الصحاري القاحلة إلى جنان، ينبت الغصون والأوراق في الجذوع الميتة، يروي الظمأ، يهب التسامح، يصلح الأمور والأخطاء مهما عظمت تتجسد كينونته في أن تبلغ أقصى الأماكن وأكثرها مشقة ولا تشعر بعناء المسافة، و أن ترى قدرك في عين محبك، تجد فعله يسبق قوله، مشاعره تسبق بوحه، روحه لا تفارقك، سعادته بقربك تقرأها في عينيه، لا تعجزه المسافات، ولا يشغله عنك شاغل إن أراد وصلك يعتني بك في المرض وبالارتكاز على عكاز الحب في العجز.
صن الحب، فهو كالدرع، إن أحسنت صقله وصنعه حفظك، وإن تهاونت في بعضه، فلا تدري من أية ثغرة ينفذ منها السهم إلى جسدك. كن كريما جوادا في وهبك، عزيز النفس في طلبك. فإن أكرمت الحب أكرمك، وإن تعاليت عليه أهانك بالتخلي ولا تعط وعودا في لحظات سعادتك إن لم تكن واثقا أنك قادر على تنفيذها.فلابد أن تحكم السيطرة على مشاعرك؛ أن تجيد تقدير المسافة بين المشاعر الصادقة واللهفة المهلكة، تتعلم كيف توازن بينهما ولا تسرِف؛ ولا تغدق فتغرق، ولا تمسك فتهلكْ اجعل فعلك يسبق قولك.

Share this content: