
محمد صمري.. قلم من رصاص،، يفتض بياض القرطاس..!!
خذني الى حضن
دربي القديم أنام قليلاً
فما أفجع ان تطاردك
ذكرياته وقد انفرطت
حبات سبحة عمرك
الخزفي في رعاف الأيام..
لا يستكين نبض الحبر في جعبة يراعه، و العبارات وابل صرصر لا يهدأ أزيزها في مهب طلقاته، التناص والطباق والبديع والجناس والقوافي ذخيرة محبرته الهادرة، وهو يصطاد طرائد الكلم في أحراش اللغة، وفي سافانا الاستعارات المكثفة بأحاسيس السرد المتصاعد النبر ..نصوصه المتكاثرة بزهو البلاغة آيات محكمات تتناسل حيوات ضاجة، و أخيلة مبتكرة، تشاكس مخيال المتلقي، تخاثله سحرا في غفوة من إعجابه /استيلائه ، تستدرجه إلى هيرمينوطيقا التأويل والاحتمال ، فتقبض على فضوله الجارف بين تضاعيف السطور ، ثم تؤول به/ المتلقي دون عودة، الى حيث لا منجاة من سقوطه في شباك غواياته المفخخة بجرأة الكشف ..تلويحاته المكثفة بزهو البيان، استعارات بصرية متشاكلة ،ولافتات سياسية مشحونة بكيمياء العنفوان، تكتب نفسها بإيحاء أيديولوجي مدرك، بل هي سيناريوهات/لمحات انثروبولوجية ترصد كل أشكال التمظهرات المجتمعية الشائكة، والتحولات القيمية ، بعدسة ناقدة لا تحيد عن الهدف، يمكن لضمير الراوي فيها ( الأنا )
ان ينتقل في كل لحظة من شخص الى آخر حينما يصبح الهم انسانيا .كما قال”ميشال بوتو “.
إذ هو المبدع المائز الذي كلما اسرج شموع الحروف، تضاعف منسوب الوعي في وجيب حبره ،وتصاب في شسوع بوحه غيث الكلمات ابداعا هطالا ،،لا يهادن هو ولا يساكن، بل يندلع زمهرير قلمه الحرون متقدا بشبوب البلاغة ووله الحنين المستعر بالشوق، وهو يستنطق ذاكرة الامكنة المنذورة للنسيان..
ستبقى أعيننا مشدودة
لتلك الأمكنة نقرأ
فيها حروف الحنين
ونصوص الغياب عسانا نكنس
فائض الآسى عن عتبات
الأبواب.
هذا الأمازيغي الكرامشي الأثيل الروح ،المأنوس الحضور، القادم من منابع اليسار،ومن ضفاف الكونية،المنفلث من أبجديةالصحو،الحاذق النبش في هوامش العبارة، والمرابط على ثخوم الاستعارة ،لا يخط حروفه الأمارة بالسرد بمنأى عن قناعاته الفكرية والسياسية،لاينطق على غير هوى إرادته،ولا يبحر في علوم الكلام بلا مجداف يقين،بل ينطلق من مقاربة إبداعية ناضجة، أساسها الوعي بالتغيير،لذلك اختار أن يكون في قلب المعركة لا على هامشها،ليس رجل تعليم فقط ينشرالعلم والمعرفة،بل مثقفا عضويا شاملا يزرع مشاتل الوعي في صفوف الشباب ومناضلا يساريا وحقوقيا ملتزما بخطوط الدفاع عن الكرامة. ثمة لغة عالية في كتابات محمد صمري، وانفلات سيميائي غير متوقع في مدلولات نصوصه الخافقة النبض، يستغور البعد النفسي والحسي والوجداني للقارىء المفترض، ويستولد النسق الدلالي للغة والتمثلاث المادية..إذ يصبح التعبير عنده خطابا جماعيا ايتوسيا،جياشا يمتزج فيه الاحتجاج الصارخ بالصمت العاري،ويصير فيه السرد فيضا من التشظي الذاتي الصارخ و المنفلق، ثم يشب وقيد البوح في هشيم اللغة،ويزهرجمرالمعنى في خبىء المبنى ويشرع عصف التجلي في الاجهاش ..!
العصا في النحويات الحكومية..!
للعصا قدسية
عجيبة في
وطني
ومواقعها
شتى في
ذاكرتنا..
وإعرابها
الأمني فهي شرطية..
ولا يجوز فيها
الوجهان
أداة للجزم
والقلب..
للرفع والجزر
تفيد الاستدراك
والتوكيد
والتكسير
غير ممنوعة
من الصرف في نحو كل
الحكومات
فعلها لازم
ومتعد
ومفعولها
مطلق،
وحالها دائم
لا عطف يذكر
ولا بدل ولا
تمييز فيها
بين الصحيح
والمعتل تسقط فيها
حقيقة العدد
والمعدود
أمام جسامة
انواع المعتل
مقرون ومفروق
ومثال
ترى الممدود
والمقصور
والمنقوص
وايضا السالم
والجامد
والمهموز
فيكون الحدث
اسم آلة على
وزن “مجزرة”
ينتصب سبوبيه
ونفطويه
خطيبين
فيبنى كل شيء
للمجهول
وتسقط حقائق
الإسناد
فنعود لنركب
جملا اخرى
بصيغ أخرى..!!
Share this content: