
الروايات لا تصلح إلا للقراءة إلكترونيا ؛ وليست بالشيء الذي يستحق دفع المال من أجله كالكتب..رأي شخصي
إن محاكمتك أخي المحترم للأدب الإنساني في حق النص الروائي العالمي ،و الذي يكون قد تطور بتطور الفكر الفلسفي المعاصر ، ونشوء الرواية في حلتها الجديدة مع النهضة الأدبية والفكرية للمجتمع الأوروبي، ويتفق الروائيون والنقاد أنفسهم أن رواية دون كيشوت ديلا مانتشا لسيرفانتيس أسست لبزوغ النص الروائي في بنائه المعاصر ..ويبقى النص الروائي المعاصر والحديث يعتبر امتدادا للفكر والتأمل العقلي للحياة والواقع والإنسان ،وذلك طبقا للتغييرات السوسيو اجتماعية .. وها هو النص الروائي يتعرض للنقد والتعنيف من طرف جنابكم المحترم ، فأي خانة من الخانات نضمك كمفكر، ككاتب أوأديب أوقارئ متميز ،مما قد يجعل النص الروائي بسبب تدوينتك التي نحترمها كتنفيذ لقولة فولتير : “قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك ” ومن يدري قد تتراجع مبيعات الروايات بالمكتبات بهذا الوطن الذي تعرف فيه قراءةالكتب من زمان نسبة موجعة لمن يضحي ويكابد كي ينتج نصوصا جميلة تحتاج لجمهور القراء. في زمن أزمة نص ؟ أم أزمة قارئ ؟ – وأتمنى أن تشتري لك كتابا مفيدا ،فيه أشياء كثيرة تطلعك على أفكار أنت في حاجة إليها،لكي تكتمل لك الصورة عن الرواية وفوائدها وأدوارها الإنسانية والفكرية والفلسفية ،والكتاب تحت عنوان “مشكلات فلسفية للدكتور زكريا إبراهيم ” واقرأ عن تاريخ الفلسفة واذهب مباشرة للفلسفة والأدب والفلسفة والشعر وستجد ما يفيدك ..
ليس من شك في أن القارئ العربي الذي اطلع على روايات سارتر أو كامو أو سيمون دي بوفوار،يعلم تمام العلم أنه بإزاء نوع جديد من “الرواية”غير ما اعتاد أن يقرأه لدى روائيين آخرين من أمثال فلوبير أو بلزاك أو إميل زولا أو غيرهم .ولكنك لو ساءلت القارئ العادي عما يميز هذه الروايات الوجودية -إن صح هذا التعبير-عما عداها من الروايات ، لكان جوابه أنها روايات فلسفية تناقش مشكلات ميتافيزيقية في سياق روائي ، فتقدم لنا مزيجا من الأدب الفلسفي .ونحن لا ننكر أن الرواية الوجودية رواية فلسفية تمزج الأدب بالميتافيزيقا،وتحلل الإنسان بوصفه موجودا حرا تفيض تجربته بالعمق والثراء والواقعية .*01
روائيون فلاسفة قد اهتموا بمشكلات المصير الشخصي ،والقلق أمام الموت ،والعلاقات الشخصية مع الآخرين،وصراع الحب،وغير ذلك من موضوعات إنسانية ترتبط بآلام الفرد وآماله..*01
-مواقف بشرية لا تخلو من معان ميتافيزيقية وحسبنا أن نرجع إلى بلزاك و ستندال ودوستويفسكي وبروست ومالرو وكافكا.*01
وإذا كان بروست مثلا يبدو مملا سقيما باعتباره تلميذا لريبو ، حتى أننا لنكاد نجزم بأنه لا يأتي بجديد على الإطلاق ،فإنه بوصفه روائيا أصيلا يكشف لناعن حقائق جديدة لم يستطع أي باحث نظري في عصره أن يشير ضمنا أو صراحة إلى أي معادل تجريدي لها.*01
وفي نهاية هذه التدوينة نجد بأن الموضة الجديدة لدى الفلاسفة لم تعد كما ألفوا كتابة الشعر بل انتقلوا لكتابة الرواية.وهذا المفكر والفيلسوف المغربي بلقزيز كتب أربعة عناوين والأستاذ الجامعي والمفكر المغربي حسن أوريد نقرأ له روايته التاريخية التي تحكي عن طرد محاكم التفتيش للأندلسيين من اليهودوالمغاربة ،وستعرف أن النص الروائي من أراد أن يدخل معالمه كما قال صاحب رائعة المغاربة،عبد الكريم الجويطي ،من أراد أن يلج بيت الرواية عليه أن يكون ملما بجميع العلوم الإنسانية من فلسفة وسوسيولوجيا وانثروبولوجيا وسيكولوجيا وذلك لأنه سيكتب عن الإنسان والطبيعة والحياة ،وهذه العلوم الإنسانية تخوض في حقائق ومعرفة لها ارتباط بذاك المخلوق المعقد الذي ألهه فريدريك نيتشه وجعله الكائن المتفوق فوق الأرض..
اختار عبد الله العروي التدريس بكلية الآداب بجامعة السربون 1976 .. ويذكر من كتبه ومؤلفاته : مفهوم العقل، مفهوم الدولة، مفهوم الحرية، مفهوم الإيديولوجيا، مفهوم التاريخ، الإيديولوجيا العربية المعاصرة (تقديم مكسيم رودنسون 1970)، العرب والفكر التاريخي 1973، الغربة “(رواية)” 1971، اليتيم “(رواية)” 1978 ، والنص الروائي هنا هو بيت القصيد ، والباقي مجرد توطئة للتساؤل التالي:
- كيف اختار عبد الله العروي للتعبير عن أفكاره أو بعضها ، النص الروائي ؟!
- حرية الرد مكفولة للكاتب عبد الله العروي ، وللباحثين المختصين في مجال النقد الروائي …
- إضافة من طرف الأستاذ سعيد بركسى
-*01 -عن مرجع مشكلات فلسفية للدكتور زكريا إبراهيم

Share this content: