
مازلنا نحتفي بالفلسفه..لو تحدثت الفلسفة لنا لقالت :
أن نسقط تلك الهالة من القدسية على النصوص والشخوص و ان يكون العقل معيار و مرجعية لما يتم القبول به أو رفضه او تجاوزه الزمن.عالقون في الماضي ، وحتى الحاضر لا ندركه ، نسقط عليه أحوال الماضي البعيد لأجل أن يتجلى بثياب الحاضر.الماضي ليس إلها يعبد، بل مادة يمكن تشكيلها لنصنع منها المستقبل. وان العقل هو الضوء الذي يكشف لنا الطريق، و أن التقديس الأعمى للأحداث والشخصيات يقيدنا في الزمان والمكان. فقط من خلال النقد والتجاوز، نجد القوة للتحرر من قيود الماضي ونصنع مستقبلنا الذي لم يولد بعد.الفلسفة لا تخاطب إلا العقول التي لا تسجن في أساطير الماضي. هي دعوة لثورة فكرية، حيث لا يصبح التاريخ سجنا نلتجئ إليه، بل طينا نعيد تشكيله ونصنع به مستقبل يمكن لعقلنا أن يحلق فيه. على عقولنا أن تكون سيفا يقطع كل الحبال التي تربطنا بزمن عفا عليه الحال، ونودع الماضي بما فيه.لو تحدثت الفلسفة لقالت لنا:أن السؤال هو الخبز الذي يقي الجوع الداخلي،وأن التفكير ليس عادة ثقافية، بل مقاومة صامتة ضد الجهل وضد السقوط في حياة بلا معنى.وأن الإنسان،وسط انشغالاته، يحتاج لحظة ينظر فيها إلى نفسه ويقول:”لست آلة، أنا عقل يمشي، وروح تتأمل، وقلب يبحث عن معنى .الفلسفة تدعونا إلى تجاوز تقديس الماضي ونقده بشجاعة بدلا من تبريره، واعتماد العقل مرجعية لإعادة تشكيل الماضي وصناعة مستقبلنا..الفلسفة تقول خذوا نصيبكم من الجرأة ولا تقبلوا التبرير وابحثوا دائما عن البرهان.وفكروا جيدا قبل الكلام.الفلسفة تعلمنا أهمية التأني في إصدار الأحكام،وضرورة الانفتاح على الآراء المختلفة، وتقبل التنوع والتعددية.الفلسفة رحلة نحو الحكمة والتسامح، وبناء جسور الفهم والتعايش السلمي بين البشر كي نبني وطنا وننهض به لابد من نقد الماضي وحل مشاكله أولا.كانت الفلسفة في زمن سقراط حوارا مفتوحا في الساحات، تناقش قضايا العدالةوالفضيلة والمعرفة والحياة الجيدة، وكان الناس يتفاعلون معها لأنها كانت جزءا من واقعهم.
الآن تحدثهم عن الفن يحدثونك عن الجن/
تحدثهم عن الإنفتاح يحدثونك عن النكاح
تحدثهم عن التفكير يحدثونك عن التكفير
تحدثهم عن التكنولوجيا والعلم يحدثونك عن تفسير الحلم
تحدثهم عن الحرية يحدثونك عن الحورية
تحدثهم عن العطور يحدثونك عن البخور
تحدثهم عن المشاعر يحدثونك عن المقابر
تحدثهم عن الحياة يحدثونك عن الموت.
هكذا غابت الفلسفة عن الحياة العامة وجعل الأفراد أكثر عرضة للتعصب،والتفكير السطحي،والانقياد الأعمى للأفكار دون نقد أو تمحيص.الإنسان لا يولد إنسان ولكنه بالتربية يصبح إنسانا ولكن الإنسان يولد فيلسوف و مع مرور الزمن يتنازل عن فلسفته لأجل الإنتماء إلى الآخر.من حافظوا على روح الفلسفة هم المتمردين ،الذين لم يتنازلوا عن حقهم في الفهم الخاص والشك والرفض.
تدوينةتصب في نفس السياق أي هل بالفعل مازلنا نحتفي بالفلسفه..ولو تحدثت الفلسفة لنا لقالت :
دعونا نبدأ بتصور هايدجر حول ما الفلسفة؟؟فنحن نتكلم عن الفلسفة بالطبع ويكون الهدف من سؤالنا على حد تفسيره هو أن ندخل في الفلسفة ونقيم فيها،فنسلك وفق طريقتها أي أن نتفلسف.فأن نتحرك داخل الفلسفة لا أن ندور حولها من الخارج…و ينبهنا هايدجر إلى أن طريق خروج الإنسانية من سقوطها ومن مصيرها العدمي هو العودة للغة الشعر.لأن اللغة في أصلها شعر فيها يتأسس الوجود..ولكل إنسان زمانه الوجودي الذي يخرج من المستقبل ويعرج على الماضي إلى الحاضر.فهو يتطلع للمستقبل لكنه يستدير ليستوعب الماضي الذي صنع الحاضر..عندما نطرح السؤال مع الألماني هايدجر ما الفلسفة؟؟فنحن نتكلم عن الفلسفة بالطبع ويكون الهدف من سؤالنا على حد تفسيره هو أن ندخل في الفلسفة ونقيم فيها،فنسلك وفق طريقتها أي أن نتفلسف.فأن نتحرك داخل الفلسفة لا أن ندور حولها من الخارج.
من قالوا لا في وجه من قالوا نعم؛ إن الفلاسفة لا يخرجون من الأرض كالفطر بل هم ثمرة واقعهم وبيئتهم ،إن في الأفكار الفلسفية تتجلى أدق طاقات الشعوب وأخفاها وأثمنها .إن كل فلسفة هي زبدة زمانها.. شيء من حتى أي ما بقي لنا في الذاكرة الزمانية من فلسفة وجودية حفظناها عن ظهر قلب منذ الثمانينات،وكان ذلك في قسم البكالوريا ،وكنا وكانت الفلسفة الباب الكبير الذي يفضله جل طلاب زمننا ،لأننا تعلمنا ما تعلمناه عبر الحكمة، كيف نجاري زمن العبث والانكسار والدونية والهيمنة ،وكان تيودور أدورنو يقول بأن كل جواب هو بمثابة لسؤال آخر أكبر .. نعم، هذه المقولة تعكس جوهر التفكير الفلسفي، حيث أن كل إجابة تُقدم في الفلسفة غالباً ما تفتح باباً لأسئلة أعمق أو جديدة. والفلسفة بطبيعتها عملية مستمرة من التساؤل، فبدلاً من الوصول إلى إجابات نهائية وحاسمة، تعمل على تعميق فهمنا للمشكلات المطروحة وتوسيع آفاق البحث، وهذا ما يجعلها عملية متجددة لا تنتهي** .نعم ؛نحن جيل الفلسفة بٱمتياز إذ ظلت ذلكم الأوكسجين لثقافتنا العامة، لذلك كنا نحن المشاغبين ضد العنف وضد التحجر والتسلط والظلم والقهر والاستبداد،وما زلنا نحمل أفكارنا التحررية معنا إلى القبر،ونطمح في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لجان جاك روسو ..وكنا نحن من تخلص من ظلال كهف أفلاطون، وخرجنا للتو كي نتلمس عبر القراءة والمطالعة للنصوص المؤسسة للفكر الإنساني ذاك النور الحقيقي،وها هنا تذكرت كلام للأستاذ الجامعي “مليم لعروسي” لما قال أن لا كروى لما جاء للمغرب ورأى النور الحقيقي ،طلب من الرسامين بأن يغيروا مفهومهم في رسم الظل في شكله الأسود ،فلا بد أن يضعوا مع ظل الشيء ما هو عكس لونه.. أما ما لمسناه في نصك ،فقد كان لك الإبداع في هندسة الكلمات المعبرة عن حب عميق للفلسفة والوجود والحياة .وكم من فيلسوف قال لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون فلسفة، لأنها هي الحياة نفسها،وكلما عجز عقل الإنسان عن وجود حل لمشاكله الكبرى تدخلت الفلسفة للبحث عن الحلول ،وما كتاب ميشال فوكو ” الكلمات والأشياء” إلا نظرة استباقية قبل أفول حضارة الغرب..! عبد الرحيم هريوى
الاعتمادات المرجعية :** منقول

Share this content:







