
عين على النص …
قرأت هذا النص الرائع والجميل من ناصيته حتى أخمس قدميه ،لا لشيء سوى كي أفهم معانيه بصدق، وأمشي الهوينة صحبة ما جاد به خيال شاعر يعيش بإحساس قلبه وقلمه ويشاركهما أطباقه الشعرية العذبة والتي تزينها لغة رطبة جميلة تحفر في مكان واحد على الطريقة الصوفية كي يصل صاحبها للمنبع الكبير..أسئلة لا تخرج عن الانزعاج والتردد وطرح الأسئلة الميتافيزيقية عن الزمان والحياة والقلق والمصير والصراع الوجودي والهزيمة لدى محمود درويش في دونكيشوتات الغرام والحب.. حينما يصدح بلغة شعره الفريد والمدهش لدى بودليير العرب :يا حُبّ ! لا هدفٌ لنا إلاّ الهزيمةَ في حروبك… فانتصرْ أَنت انتصرْ, واسمع مديحك من ضحاياك انتصر! سَلِمَتْ يداك! وَعُدْ إلينا خاسرين… وسالماً! فرحاً بشيءٍ ما خفيِّ, كنتُ أَمشي حالماً بقصيدة زرقاء من سطرين، من سطرين… عن فرح خفيف الوزن،مرئيِّ وسرّيّ معاً. مَنْ لا يحبُّ الآن, في هذا الصباح،فلن يُحبّ!

تلك ميتا صورة شعرية من خيال الشاعر و هي الصور العاكسةعن الحياة بروح أجراس الكلمات.. فكيف يراها الشاعر أحمد نفاع، و الذي يعيش بخلفية فكرية وفلسفية في مسرح تلكم الحياة..؟؟ما أصعب ذاك على الكاتب والشاعر..!! أن يلقي بكل ثقل الحياة التي يحملها على عاتقه على جسد قصيدته كي يجعل منها حائط مبكاه،أي؛ حينما يشعر بأن مسدسه لم يبق في خزانه إلا آخر رصاصة .. وهو يقول :لا هسيس..وحدها نزوة العزلة.تكسر أطراف السكون شاهدٌ على زمن بألف ألف ذراع وسلطان.لا يعترف بالفجر ولا بوصايا النصح.زمنٌ يُخيف ولا يَخاف.خِلسة هكذا يمضي.يُسابقُ نفسَه.وبنا لا يكثرت ..

أبقى
ولا أميلُ
في ذهولٍ يُذهِل
واقفاً على شفرة صحوة
فارغاً بلا حدود
لا خيط معنى
أمسك به
أفتش ..
عن بسمات ضاعت
عن نجمات يغمزن ولعي
و
لا هسيس
وحدها نزوة العزلة
تكسر أطراف
السكون
شاهدٌ
على زمن
بألف ألف ذراع وسلطان
لا يعترف بالفجر
ولا بوصايا
النصح.
زمنٌ يُخيف ولا يَخاف
خِلسة هكذا يمضي
يُسابقُ نفسَه
وبنا
لا
يكترث ..
على ظهره
ثقوباً تنزف قطراناً / ودماً
وفي أذنيه صرخات،
غائر قهقهات
وبكاء
كم
حاولت ..
لأفهم ولا أفهم
لِمَ أعد شامات اليقين
على جيد الشمس
وأضمد الجراح
بالملح
ينفلت الهزيع
فيرسم الظلامُ الأمواجَ
راياتٍ لا تُرفرف
فمَن
سَيُصدق
أنه زمنٌ غادر
يسقِينا الدهان/ يُقمطنا بلا أكفان
يخطف أحلامنا /
لنا
وعلينا
يضحك أكثر
يضرمُ في ريشنا النيران / ويهرب
يُعري أوصالنا / ويهرب
يُعدم أيامنا
و
يهرب
وهذه ..
عقاربُ الوقت
تشهد أننا حقاً نموت / ولا نفنى
هو مزعج، هو مجنون
فمن يكون هذا
الذي يُبطل
الرهان
و
لا يُقهر
واقفٌ
على شفرةٍ ..
على حافة جبلٍ
يشبه جبلَ الجودي
وسأبقى الواقف
أعُد الثواني
وحفرأ أظنها قبوراً
بلا شواهد

أحمد نفاع
المغرب
Share this content: