

سوء الظن من الصفات الرذيلة وهو من الامراض الاخلاقية المدمرة , وأن من غمر قلبه سوء الظن فإنه لا يرى الناس على حقيقتهم ولا يمكنه إدراك الواقع.فسوء الظن من أسوأ الخصال التي يمكن أن يحملها شخص في الحياة العامة، فهو مفسد للود والتقدير على مستوى العلاقات الشخصية، حيث يؤدي إلى خلق جو من التوتر والشك وعدم الثقة إن أسوأ ما يبتلى به الناس بكثرة على مر العصور سوء الظن ببعضهم البعض، فقد كاد ذلك أن يذهب علاقاتهم الاجتماعية، ويقطع أواصر المحبة، ويفشي السوء والبغضاء بينهم، ولقد حثنا الله عز وجل على اجتناب سوء الظن بالآخرين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}
لسوءِ الظن مآل وآثار سلبية؛ فقد تعزل الفرد عن مجتمعه، وتجعله خائفا منهم معتقدا أنهم قد يمسونه بسوء في أي وقت، فيُفضل البقاء منعزلا بذاته نفسيا واجتماعيا، مما قد يؤدي شخصيته وثقته بنفسه مع مرور الأيام.
سوء الظن ليس دائما من حسن الفطن، كما يزعم المثل العربي القديم، بل من أسوأ الخصال التي يمكن أنْ يحملها شخص في الحياة العامَّة، فهو مفسد للودّ والتقدير.كثيرا ما يخلط النَّاس بين الحذر واستشراف مخاطر المستقبل المحمودين، وبين سوء الظن، والدخول في النوايا، واختلاق التهم، فإذا كان الأول مطلوبا بشدّة كونه جزءا من التخطيط الإستراتيجي الجيّد، فإنّ الثاني هو اضطراب نفسي، يتوهّم صاحبه أنّ كل المحيطين به أعداء متربصون، يجب محاربتهم على طريقة (تغدّى بهم قبل أنْ يتعشوا بكَ).. وهناك بعض الصفات الشخصيَّة التي تظهر على المصاب بهذا الداء، منها: الخوف غير المبرر، والحذر المبالغ فيه، تصيد الأخطاء وتضخيمها وتهويلها، الشك وعدم الثقة في الآخرين، العناد والتصلب في الآراء، عدم الاعتراف بالخطأ، الصرامة وعدم التعاطف. وان الانسان الضعيف يلجأ دائما للظن السيء بالآخرين لسبب في نفسه كأنه يرى الناس بعين طبعه , فإذا كان لئيما ظن كل الناس يتمتعون باللؤم, وان كان خبيثا أو كاذبا أو ظالما او سارقا ظن كل من حوله مثله لاستقرار السوء بداخله.وفي الختام أوصي نفسي وأوصيكم بحسن الظن وأن تجاهدوا في انفسكم للتخلص من تلك النظرة للناس.
Share this content: