
واليوم نحن الصم البكم..!!
هم يعتبروننا كذلك بعقولنا الصغيرة
هم يتخيلوننا كذلك بفورة وبعقولنا
الجاهلة فلا تفكر أبدا
في الإنسان والطبيعة والوجود والحياة..!
وهل هي كذلك بالفعل قد طبعت بآفة التمييز
بين الخير والشر ..؟
وبين الحسن والقبح..؟
وبين الدهشة والقلق ..؟
من زمان كانوا وكنا وما زلنا نمشي في غبش الظلامية والظلام..!
وبأن لدينا عقولا تشبه عقول العصافير ..!
وبذاكرة النمل..!
يا سادة قبيلتنا..!
نحن الصم البكم
فلا نرى ولا نسمع
ولا نهتم بشؤون قبيلتنا
ولا نبالي بواقعنا
ولا بواقع أشجارنا
التي اختفت بفعل التعرية الكبرى للمحيط الأيكولوجي
ولا حرج لنا ولا لهم
في سبيل فتح الطريق وتشريع الأبواب في وجه السكن الاقتصادي
والمهم يا معشر زعماء قبيلتنا..!!
نحن نصفق لأسراب من الطيور المهاجرة
حينما تمر عابرة سماء أجواء مدينتنا
مدينتنا الصغيرة على رصيف الزمن الضائع
تتكلم لغة الانتظارات في كل أزمنتها الانتخابية القديمة الجديدة والقادمة…وهلم جرا يا سادة
مدينتنا..الكسولة النائمة في عز نهارها
بل نفعل ما كنا نفعله في الصغر
نفعله ونحن كبار وشيوخ غاب عنا بصيص أمل الحياة المجيدة من زمان
نقلز للطيارة لما نرأى دخانها
وهي تتركته كغبار لها
يتبعها ما استطاع لذلك سبيلا
فينفخ عليه نفير الشيطان فيتلاشى
وكذلك نتساءل بعقولنا الصغيرة
ونحن كذلك كنا نقلز للطيارة لما نرأى دخانها
ولما هي كذلك ترانا
و تنحي إجلالا
لصبرنا
لحفرنا
لغبارنا
لكرتنا
ولوجودنا الميتافيزيقي
والميتافيزيقيون ليسوا سوى شعراء ضلوا سبيلهم
ولوجوه مذللة تعيش ما عاشته بين دخان وخيال
لوجوه مألوفة في زمن الانتخابات والدورات والمجالس
ولقطارنا البطيء جدا في زمن TGV ومدن الأمبراطورية الكبرى ..!!
Share this content: