زهرة الأقحوان “نورالدين بنصالح زرفاوي” خريبكة اليوم -المغرب.

زهرة الأقحوان 

          ليلى!!.. بنت الجيران.. الصبيّة البهيّة.. الشرسة المشاكسة.. تُرى هل تكنُّ لي من مشاعر الحبّ ما لها أكنُّ؟.. أناملُ الصباَ تعبث ببتلات زهرة الأقحوان.. تبحث عن الجواب في ثنايا القدر: تحبني.. لا تحبني.. تحبني.. لا تحبني… وأخيرا تحبني.. تعلنها آخر بتلة من بتلات زهرة الأقحوان.. ليلى تحبني؟!!.. ليلاه!.. ليلتي!.. ليلتي تلك بتُّ تراودني أحلام وردية لذيذة… كان ذلك زمن المراهقة.. حين كان الحبُّ وعداً تقطعه الأزهار، ويصدّقه القلب العاشق الولهان.. قلب كالفراشة تبحث عن الدفء، ولا تخشى الإحتراق..

     أترك الكتاب جانبا، وأمدُّ بصري في الأفق البعيد.. أتطلّع إلى الغيب.. ترى ماذا يخبئ القدر في ثناياه، وامتحانات البكالوريا على الأبواب؟.. أقطف زهرة الأقحوان وأشرع أرمي بتلاتها الواحدة تلو الأخرى بقلق الحالمين، وكأنّها وريقات المصير نفسه: أنجح.. لن أنجح.. أنجح.. لن أنجح.. أنجح… وأخيرا لن أنجح.. لن أنجح؟!.. أنتفض كالملدوغ.. يا له من فأل أسود!.. أدوس على ما تبقى من الزهرة بقدمي، رافضا أن يكون قدري مجرّد صدفة في قبضة زهرة أقحوان.. أضمُّ كتابي إلى صدري.. سندي، وخير رفيق.. هو وحده من يصوغ مصيري.. الأمل يضطرم بين ضلوعي.. متحدّياً قدري، أهمس لنفسي: مصيري ليس مرتبطاً بما تمليه عليَّ زهرة أقحوان…. حدث ذلك في مستهلّ شبابي.. حينها كنت أومن أن الإرادة الصلدة وحدها من تكتب المصائر، لا أزهار الأقحوان…

    الآن.. حقل الأقحوان يمتدُّ أمامي أصفر كبحيرة من ذهب.. أقطفُ حفنةً من الأزهار.. هذه المرة ليس لأسألها عن النجاح.. ولا عن الحب والغرام.. ولكن لأنسج منها تاجاً أرصّع به جبين حفيدتي الصغيرة..

نورالدين بنصالح زرفاوي

Share this content:

  • Related Posts

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    عبد العزيز برعود. المغرب تقديم: تتربع الشاعرة المغربية نعيمة معاوية على ضفاف التجربة الشعرية المعاصرة كصوت نسائي متفرد، يكتب من عمق المعاناة، وينتصر للأنوثة والروح والجمال. في قصائدها نلمح نبضًا إنسانيًا شفافًا، تتداخل فيه أبعاد الحب، والفقد، والانتظار، والتمرد، والموت، في مشهد شعري أقرب إلى صلوات الذات في محراب الوجود. وما بين (رقصة موت)1 ، و(أغار)1، و(قيثارة الحب)1، و(لا تسلني)1، وغيرها،…

    Read more

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    ما دونته اليوم على حائطي الفيسبوكي كتعبير عابر عن ما خالج الكيان من أفكار عن الواقع والبشر والأخلاق وما أفسده الزمان من هكذا سلوكيات   في هذا العالم، لا يوجد خير مطلق ،ولا يوجد شر مطلق ،الخير والشر ليسا كيانين ثابتين ومستقرين ، ولكنها يتناوبان مكانيهما باستمرار .فالخير قد يتحول إلى شر في الثانية المثالية والعكس بالعكس .كانت هذه هي حال العالم…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب