
في زمن مضى، كان “الموقف” ينبض بالحياة، فيه البناء الفيونس، والزليجي، وحمال الرمال، وسراح الواد الحر، وحرف كثيرة كانت تصنع الكرامة بعرق الجبين. كان الرجل يخرج فجراً، حاملاً أدواته، على أمل أن يعود مساءً بلقمة شريفة تسد رمق أطفاله.
لكن اليوم، صمت الموقف، وتفاجأت الوجوه، وركنت الأدوات في الزوايا، فالحرفة التي كانت مصدر رزق، أصبحت عبئاً في زمن لم يعد يعترف بأصحاب اليد الخشنة.
الآباء تعبوا، والعائلات تنهار بصمت. بعض الأبناء انجرفوا نحو الدوار والانحراف، وآخرون وقعوا فريسة سهلة في يد تجار المخدرات. الأب مازال يحاول، يتشبث بما تبقى من كرامته، لكن الزمن لم يرحم.
لم تعد الحرفة تُطعم كما كانت.. ولم يعد هناك من يسمع أنين الحرفيين.
Share this content: