التفكك الأسري تجلياته وانعكاساته على المجتمع..المدونة لبريز لطيفة

الأسرة هي نقطة الانطلاق نحو سعادة ونمو المجتمعات إذ تعتبر دعامة أساسية من دعائم البناء الاجتماعي، واللبنة التي يتكون منها نسيج المجتمع، وكلما كانت الأسرة قوية ومترابطة كلما كان المجتمع قوياً ومتماسكاً ومستقرا فهي كمنظمة اجتماعية ترتكز عليها باقي منظمات المجتمع، التي تقدم الصالحين والمصلحين الذين يبنون حضارة المجتمع بسواعدهم الفتية، وهي التي تقدم من يحملون شعلة نهضته وازدهاره. فنجاح الاسرة يؤدي إلى نجاح أطفالها ومن ثم نجاح المجتمع ككل، وفشل الاسرة واختلالها ينتج عنه اختلال توزان الأطفال وتفكك العلاقات بين مختلف أفراد المجتمع.

يلاحظ مؤخراً سيطرة ما يمكن تسميته بالتفكك الأسري على الكثير من العائلات و التفكك الأسري هو البعد وعدم الارتباط بالمشاعر والاحاسيس والأفعال بين أفراد الأسرة الواحدة.،و يعتبر من أكثر المشكلات التي يعاني منها أفراد العائلات في المجتمع الحديث، و من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع وتؤثر في تنميته وتحقيق أهدافه بل قد يؤدي إلى تفكيك المجتمع وهلاكه. اذ يسبب اختلالا في كثير من القيم التي يسعى المجتمع لترسيخها في أذهان وسلوكيات أفراده. مثل الترابط والتراحم والتعاون والمسامحة، وغيرها من القيم الإيجابية المهمة في تماسك المجتمع واستمراره.حيث نجد أن الغالب على العلاقات بين أفراد الأسرة يسودها الفتور والإهمال والتراخي فالتقدم الحضاري والتطور الزمني قد انعكس على الأسرة. فلم تعد كما كانت من حيث التماسك. بل أصبح تفككها أحد الظواهر التي لا نستطيع أن نغفل عنها.  فلا الأب مهتم بتقويتها ولا الأم تسعى لذلك، وكل منهم منشغل بحياته ونشاطاته الخاصة التي يفضل ألا يشاركها مع أحد، فإن عاد الأب من عمله أخذ قسطا من الراحة وفر هاربا إلى الخارج يزاول بقية يومه، والأم أيضا تشغل نفسها بعالمها الذي صنعته لنفسها فيظل الأبناء تائهين ما بين الدراسة والتواصل مع الأصدقاء والترفيه العشوائي والتغلغل بالأنترنت وبرامجه الكثيرة، وبهذا الشكل يفقد كل واحد منهم الحوار المتبادل الذي من شأنه أن يقوي العلاقات بين أفراد الأسرة؛ مما يخلق  مجتمعا ضعيفا مفتقرا إلى الترابط والالتحام.  لتصبح الارضية خصبة في أغلب الأحيان لانحراف أفراد الأسرة. فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها، ينتج لدى أفرادها شعور بعدم الأمان الاجتماعي، وضعف القدرة على مواجهة المشكلات، فيبحث عن أيسر الطرق وأسرعها لتحقيق المراد دون النظر لشرعية الوسيلة المستخدمة في الوصول للهدف. وبذلك يغيب الضمير ويؤدي إلى عدم الالتزام بالمعايير والنظم الاجتماعية السائدة التي توجه سلوك الأفراد نحو الطرق المقبولة لتحقيق الأهداف بصورة مشروعة.

لذلك  يجب توفير برامج توعية ودعم نفسي، واستراتيجيات إعادة التأهيل لمعالجة الأسباب الجذرية وتعزيز الروابط الأسرية من خلال فهم العلاقة بين التفكك الأسري وإدمان المخدرات، التماسك الأسري أصبح ضروريا للحفاظ على تماسك المجتمع و تحقيق الأسرة لرسالتها المجتمعية ويسهم في تصدع وحدة وقوة المجتمع وعلى الأسرة أن تحرص على ثقافة المجتمع إلى النشء.

Share this content:

  • Related Posts

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    عبد العزيز برعود. المغرب تقديم: تتربع الشاعرة المغربية نعيمة معاوية على ضفاف التجربة الشعرية المعاصرة كصوت نسائي متفرد، يكتب من عمق المعاناة، وينتصر للأنوثة والروح والجمال. في قصائدها نلمح نبضًا إنسانيًا شفافًا، تتداخل فيه أبعاد الحب، والفقد، والانتظار، والتمرد، والموت، في مشهد شعري أقرب إلى صلوات الذات في محراب الوجود. وما بين (رقصة موت)1 ، و(أغار)1، و(قيثارة الحب)1، و(لا تسلني)1، وغيرها،…

    Read more

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    ما دونته اليوم على حائطي الفيسبوكي كتعبير عابر عن ما خالج الكيان من أفكار عن الواقع والبشر والأخلاق وما أفسده الزمان من هكذا سلوكيات   في هذا العالم، لا يوجد خير مطلق ،ولا يوجد شر مطلق ،الخير والشر ليسا كيانين ثابتين ومستقرين ، ولكنها يتناوبان مكانيهما باستمرار .فالخير قد يتحول إلى شر في الثانية المثالية والعكس بالعكس .كانت هذه هي حال العالم…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب