
الأسرة هي نقطة الانطلاق نحو سعادة ونمو المجتمعات إذ تعتبر دعامة أساسية من دعائم البناء الاجتماعي، واللبنة التي يتكون منها نسيج المجتمع، وكلما كانت الأسرة قوية ومترابطة كلما كان المجتمع قوياً ومتماسكاً ومستقرا فهي كمنظمة اجتماعية ترتكز عليها باقي منظمات المجتمع، التي تقدم الصالحين والمصلحين الذين يبنون حضارة المجتمع بسواعدهم الفتية، وهي التي تقدم من يحملون شعلة نهضته وازدهاره. فنجاح الاسرة يؤدي إلى نجاح أطفالها ومن ثم نجاح المجتمع ككل، وفشل الاسرة واختلالها ينتج عنه اختلال توزان الأطفال وتفكك العلاقات بين مختلف أفراد المجتمع.
يلاحظ مؤخراً سيطرة ما يمكن تسميته بالتفكك الأسري على الكثير من العائلات و التفكك الأسري هو البعد وعدم الارتباط بالمشاعر والاحاسيس والأفعال بين أفراد الأسرة الواحدة.،و يعتبر من أكثر المشكلات التي يعاني منها أفراد العائلات في المجتمع الحديث، و من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع وتؤثر في تنميته وتحقيق أهدافه بل قد يؤدي إلى تفكيك المجتمع وهلاكه. اذ يسبب اختلالا في كثير من القيم التي يسعى المجتمع لترسيخها في أذهان وسلوكيات أفراده. مثل الترابط والتراحم والتعاون والمسامحة، وغيرها من القيم الإيجابية المهمة في تماسك المجتمع واستمراره.حيث نجد أن الغالب على العلاقات بين أفراد الأسرة يسودها الفتور والإهمال والتراخي فالتقدم الحضاري والتطور الزمني قد انعكس على الأسرة. فلم تعد كما كانت من حيث التماسك. بل أصبح تفككها أحد الظواهر التي لا نستطيع أن نغفل عنها. فلا الأب مهتم بتقويتها ولا الأم تسعى لذلك، وكل منهم منشغل بحياته ونشاطاته الخاصة التي يفضل ألا يشاركها مع أحد، فإن عاد الأب من عمله أخذ قسطا من الراحة وفر هاربا إلى الخارج يزاول بقية يومه، والأم أيضا تشغل نفسها بعالمها الذي صنعته لنفسها فيظل الأبناء تائهين ما بين الدراسة والتواصل مع الأصدقاء والترفيه العشوائي والتغلغل بالأنترنت وبرامجه الكثيرة، وبهذا الشكل يفقد كل واحد منهم الحوار المتبادل الذي من شأنه أن يقوي العلاقات بين أفراد الأسرة؛ مما يخلق مجتمعا ضعيفا مفتقرا إلى الترابط والالتحام. لتصبح الارضية خصبة في أغلب الأحيان لانحراف أفراد الأسرة. فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها، ينتج لدى أفرادها شعور بعدم الأمان الاجتماعي، وضعف القدرة على مواجهة المشكلات، فيبحث عن أيسر الطرق وأسرعها لتحقيق المراد دون النظر لشرعية الوسيلة المستخدمة في الوصول للهدف. وبذلك يغيب الضمير ويؤدي إلى عدم الالتزام بالمعايير والنظم الاجتماعية السائدة التي توجه سلوك الأفراد نحو الطرق المقبولة لتحقيق الأهداف بصورة مشروعة.
لذلك يجب توفير برامج توعية ودعم نفسي، واستراتيجيات إعادة التأهيل لمعالجة الأسباب الجذرية وتعزيز الروابط الأسرية من خلال فهم العلاقة بين التفكك الأسري وإدمان المخدرات، التماسك الأسري أصبح ضروريا للحفاظ على تماسك المجتمع و تحقيق الأسرة لرسالتها المجتمعية ويسهم في تصدع وحدة وقوة المجتمع وعلى الأسرة أن تحرص على ثقافة المجتمع إلى النشء.
Share this content: